يثير انتشار بعض الخطابات العنصرية على شبكات التواصل الاجتماعي جدلا بين الموريتانيين، خصوصا بين نشطاء من "حركة إيرا" لمناهضة العبودية و مساندين للنظام.
ووصلت حدة "النقاش على فيسبوك"، في الأسابيع الماضية، إلى تبادل اتهامات خطيرة بالعنصرية والإقصاء والتهميش.
فهل تنجر موريتانيا إلى مواجهات عرقية؟
النظام و'إيرا'.. المواجهة
يقول رئيس "حركة إيرا"، المُمثلة للمستعبدين السابقين، بيرام ولد الداه أعبيدي، إنه "لا يمكن أن تنجر موريتانيا إلى مواجهات عرقية أبدا"، مضيفا أن ما يتوقع حدوثه "هو مضايقة وتصفية أعضاء الحركة لتقليص نشاطهم والقضاء عليهم من طرف النظام الحالي".
ويؤكد رئيس الحركة، غير المرخص لها، أن هناك "محاولة تطهير تستهدف الناشطين والمفكرين وقادة الحركة الذين يرفضون الخضوع للنظام المجتمعي الذي يكرس استمرار التحكم والاستعباد".
ويشير ولد أعبيدي إلى أن "كل الحركات التي تتبنى الدفاع عن قضايا شريحة معينة، خاصة شريحة المستعبدين السابقين، تتبنى السلمية والولاء للشرعية القانونية".
مشاريع استئصال الاستعباد
اتهامات رئيس "حركة إيرا" للنظام الموريتاني يرد عليها الوزير السابق والرئيس الحالي لـ"لجنة شباب الحزب الحاكم"، بمب ولد درمان، قائلا: "النظام الحالي أنجز الكثير من المشاريع لاستئصال جذور الفوارق بين شرائح المجتمع الموريتاني".
ويؤكد ولد درمان، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن ما يتم "استعماله لتحريك الخطاب العنصري هو الفقر والحرمان"، وهو ما دفع بالنظام الحالي، حسب المتحدث ذاته، إلى "القضاء على الكثير من هذه المشاكل".
ويضيف رئيس "لجنة شباب الحزب الحاكم" موضحا: "لقد تم تنفيذ الاتفاق بين موريتانيا والأمم المتحدة للقضاء على الفوارق وخطاب الكراهية بين الطبقات الاجتماعية بنسبة 70 في المئة".
"ضعف الدولة"
من جانبه، يقول رئيس "المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية"، ديد ولد السالك، إن موريتانيا "قد تنجر إلى صراعات فئوية أكثر منها عرقية بين الفئات المكونة للمجتمع".
ويرجع ولد السالك، في حديث لـ"أصوات مغاربية"، ذلك إلى ما وصفه بـ"ضعف الدولة"، إذ "انهارت الضمانات الأساسية لها مثل الأمن، الصحة، العدالة والتعليم".
ويؤكد ديد ولد السالك أن "انهيار صورة الدولة المعنوية لدى المواطن بالإضافة للوضع الاجتماعي المتفجر وانتشار المخدرات والتسرب المدرسي أمور قد تجعل موريتانيا تقف على شفا حفرة من فوضى أو مواجهات بين مختلف شرائح وفئات المجتمع".
ويضيف المتحدث نفسه أن "تفاقم الوضع قد يتسبب فيه تآكل أجهزة الدولة بسبب الفساد وتنامي الخطاب التحريضي الفئوي الذي لم تتصد له الدولة بما فيه الكفاية"، حسب تعبيره.
لجم العنصرية.. صمام أمان
أما رئيس "حزب اتحاد قوى التقدم" (معارض)، محمد ولد مولود، فيرى أنه "توجد مجموعات اجتماعية عرقية وتناقضات، وهذا واقع هيكلي في المجتمع ووضع مرتبط بالاختلاف الطبيعي بين المجموعات الثقافية وإرث تاريخي فيما يتعلق بالتفاوت الطبقي".
وينبه ولد مولود، وهو أيضا أستاذ للتاريخ بجامعة نواكشوط، إلى أن "هامش حرية التعبير على مواقع التواصل الاجتماعي، يستغله البعض لبث خطابات قد تُظهر، بحدتها وتهورها وعدوانيتها، وكأن هناك خطر اندلاع مواجهات عرقية".
ويشدد رئيس "حزب اتحاد قوى التقدم " على أن "من يروجون هذه الخطابات يجدون فيها برهانا على أن هناك خطرا وأن مجموعة تواجه مجموعة أخرى".
ويضيف مستطردا: "هذه ظاهرة اجتماعية جديدة خطيرة.. لولا وجود بعض التذمر وبعض الاحتقان لما روج لها البعض".
المصدر: أصوات مغاربية