في حادثة غريبة تعيد إلى الأذهان كثيرا من الحوادث المرتبطة بما يسمى بـ"قضاء الشارع" أو "شرع اليد"، تعرضت فتاة ألمانية لاعتداء على يد مجموعة من المواطنين بعدما لمحوها وهي تشرب العصير في نهار رمضان قبيل آذان المغرب.
الحادثة، التي شهدها السوق المركزي في مدينة مرتيل شمال المغرب، وقعت مساء الأحد الأخير، بينما كانت الفتاة رفقة والدتها وزوج والدتها وشاب من العائلة يقومون بالتسوق.
الهجوم لم يقتصر على الفتاة بل طال حتى الأشخاص المرافقين لها والذين حاولوا جاهدين التصدي لمهاجميهم الذين كانوا يرددون عبارات من قبيل "تغيير المنكر"، حسب ما كشفت عنه سعيدة، والدة الفتاة، في اتصال بـ"أصوات مغاربية".
"كنا في السوق ودقائق قليلة قبيل آذان المغرب قامت ابنتي، التي كانت تشعر بعطش شديد، بشرب جرعة عصير لنتفاجأ بمجموعة يتراوح عدد أفرادها بين 20 و30 شخصا هجموا علينا وبدؤوا في ضربنا"، تحكي والدة الفتاة لـ"أصوات مغاربية".
وبحرقة شديدة تحكي سعيدة، وهي مواطنة مغربية ألمانية مقيمة في ألمانيا منذ سنوات عدة، كيف بدأ أولئك الأشخاص في ضربهم أمام أنظار كثير من الأشخاص "الذين لم يجرؤوا على التحرك لمساعدتهم"، تقول سعيدة.
وتتابع الأم مؤكدة أن ابنتها تعيش حالة نفسية "صعبة"، مضيفة أن هذه هي زيارتها الأولى إلى المغرب منذ سنوات، وأن الحادث الذي تعرضوا له تم في أول يوم لهم في مدينة مارتيل.
"جئنا إلى المغرب لقضاء عطلة قصيرة، دعانا صديق للعائلة لقضاء يومين في مدينة تطوان، وبالفعل ذهبنا إلى تطوان وقصدنا مدينة مارتيل غير البعيدة عنها، فإذا بنا نتعرض لذلك الحادث المؤسف في أول يوم لنا بالمدينة" تقول الأم.
وتتابع المتحدثة مؤكدة تعرضها وابنتها لجروح ورضوض، مضيفة: "تقدمنا بشواهد طبية، حيث حُددت مدة العجز بالنسبة لي في 15 يوما بينما حُددت مدة العجز بالنسبة لابنتي في ستة أيام"، مردفة: "حددوا مدة العجز لابنتي في ستة أيام فقط لأن الطبيب لم ير دمّا. للأسف هنا لا يعتبرون الأذى النفسي أذى، فقط الجروح التي تنزف هي ما يُحتسب".
وتشير الأم إلى أن زوجها بدوره أصيب في حين تم سلب الشاب الذي يقربهم والذي كان رفقتهم هاتفه المحمول لأنه كان يصور ما يتعرضون له.
وقد تقدمت الأم بشكاية إلى الشرطة التي قامت بكل ما يمكن لاعتقال المشتبه فيهم، حسب ما أكدته في حديثها لـ"أصوات مغاربية"، مشيرة إلى تقدمها أيضا بشكاية إلى السفارة الألمانية.
المصدر: أصوات مغاربية