قبل أن يظهر متشددو "جند الخلافة" الموالي لـ"داعش" في الجزائر، كانت "بذور" هذا التنظيم الدموي قد سبقته إلى البلد قبل أكثر من 25 عاما.
إنها ستة تنظيمات مسلحة عاثت تخريبا وتدميرا في كل شيء وخلفت آلاف الضحايا في "العشرية الحمراء"، قضى الجيش عليها وشتت بعضها الآخر، إليكم قصة أخطر التنظيمات المتشددة في الجزائر.
"الجماعة الإسلامية المسلحة"
اشتهرت باسم "الجيا". وهي أول تنظيم متشدد في الجزائر، تأسست في 1992 على يد عبد الحق لعيادة المدعو "أبو عدنان".
هي من الجماعات المسلحة الأشد إجراما في الجزائر، استمر نشاطها قرابة 13 عاما. سعت لإقامة ما سمته "دولة إسلامية" في الجزائر وإسقاط الحكومة، بعد توقيف المسار الانتخابي في نهاية العام 1991.
ارتكبت مجازر بشعة جدا في حق الجزائريين شعبا وجيشا وأجهزة أمنية، ومن أخطر ما اقترفته مجزرتي "بن طلحة والرايس" في العاصمة، قتلت فيهما قرابة ألف شخص، كما تبنت مقتل "رهبان تيبحرين" الفرنسيين السبعة في المدية (وسط) سنة 1996.
"الجيش الإسلامي للإنقاذ"
(فيديو يظهر المفاوضات بين الجيش الجزائري والجيش الإسلامي للإنقاذ)
هو الذراع العسكري لـ"الجبهة الإسلامية للإنقاذ"، المحظورة، تأسس سنة 1993.
ترأسه "أمير" يُدعى مدني مزراق، كل منتسبيه من شباب "الجبهة الإسلامية للإنقاذ"، الذين رفضوا توقيف المسار الانتخابي فصعدوا إلى الجبال وحملوا السلاح ضد الحكومة.
استهدف التنظيم عناصر الجيش والأمن ولم يتورّط في قتل المدنيين، وهو ما جعل الجيش الجزائري يعرض عليه النزول من الجبال مقابل عفو عن عناصره، وأبدى مزراق استعداده لذلك. حيث صعد نائب رئيس المخابرات العسكرية والمسؤول عن جهاز الأمن الداخلي ومكافحة التجسس الجنرال إسماعيل العماري سنة 1997 إلى الجبال وتفاوض مباشرة وبسرية مع مدني مزراق، تُوجت بإعلان هدنة نزل إثرها آلاف العناصر من الجبال بعدما صدر عفو رئاسي يشملهم وقعه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مطلع عام 2000.
"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"
تنظيم متشدد مسلح تأسّس سنة 1998 على أيدي منشقين عن "الجماعة الإسلامية المسلحة" (الجيا)، التي أعلنت ولاءها لتنظيم "القاعدة" الدولي سنة 2007، وتحول اسمها إلى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
كان حسان حطاب الأمير الأول لـ"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، عارض نهج "الجماعة الإسلامية المسلحة" ووصفه بالمتطرف والدموي.
ركز على مواجهة القوات الحكومية والجيش. لا يزال "أميرها" الذي خلف حطاب، ويدعى عبد المالك دروكدال، مطاردا من الجيش وقوات الأمن.
"حماة الدعوة"
تأسست "جماعة حماة الدعوة" في1997، غرب العاصمة الجزائر وكانت تسمى "كتيبة الأهوال"، وهي إحدى المجموعات الرئيسية في "الجماعة الإسلامية المسلحة".
كان قائدها معروفا لدى الجزائريين بسبب أعماله الإجرامية، ويُدعى "سليم الأفغاني"، شارك في الحرب بأفغانستان ضد الروس نهاية الثمانينات، واسمه الحقيقي محمد بن سليم.
نشاط التنظيم كان جهويا محدودا في غرب البلاد، وشيئا فشيئا اختفت هذه الجماعة، بفعل ضربات الجيش والأجهزة الأمنية.
"المرابطون"
تأسست في 2013، وهي نتيجة اتحاد جماعتين متشددتين هما "التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا" و" الملثمون".
أعلنت مبايعة تنظيم الدولة "داعش" وكان على رأسها عدنان أبو الوليد الصحراوي ثم خلفه مختار بلمختار.
نفذ هذا التنظيم أخطر عملية إرهابية في الجزائر على الإطلاق، عندما استهدف المجمع الغازي في "تيقنتورين" بالصحراء في يناير 2013 واحتجز أكثر من 650 شخص بينهم أكثر من 150 من الرعايا الأجانب.
حاليا، يقود هذا التنظيم شخص متشدد معروف دوليا هو مختار بلمختار المدعو "بلعور"، مبحوث عنه من طرف الجزائر والأمم المتحدة وأميركا.
"جند الخلافة"
تأسست "جند الخلافة" سنة 2014 بعد انشقاقها عن "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وأعلنت مبايعة "داعش"عبر شريط فيديو بثته على الإنترنت.
نفذت أول عملية في سبتمبر 2014، حيث اختطفت سائحا فرنسا في "تيزي وزو" (وسط) يُدعى "هيرفي غورديل" وأعدمته بقطع رأسه، ردّا على رفض فرنسا الاستجابة لمطلبها بوقف الغارات الجوية على مواقع "داعش" في العراق.
لم ينقضِ عام 2014 حتى أعلن الجيش الجزائري قتل "أمير جند الخلافة" عبد المالك قوري في ولاية بومرداس (وسط).
المصدر: أصوات مغاربية