حررت مدينة الموصل العراقية، من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بعد أن كانت المدينة أولى المناطق التي انطلق منها هذا التنظيم في صيف 2014، ليمتد إلى أراضي بالعراق وسورية، ولاحقا ليبيا.
في هذا الحوار الخاص مع "أصوات مغاربية"، يتحدث المفكر والباحث المتخصص في الأديان والحضارات بجامعة نيو إنغلاند الأميركية، أنور مجيد، عن ظاهرة التشدد في العالم الإسلامي، مؤكدا أن "القضاء على هذه الجماعات لا يعني القضاء على فكرها".
نص المقابلة:
خلال الأسبوع الماضي، تم إعلان تحرير مدينة الموصل، وإفراغها من فلول تنظيم داعش، هل يعني ذلك بداية نهاية التنظيم المتشدد؟
كدولة وخلافة مزعومة بالفعل هذه نهاية لهذا التنظيم، لأنه لم تتبق له الأراضي التي كان يسيطر عليها، والتي يمكن أن تحمي مقاتليه. أيضا لم تعد هناك مقومات الدولة كما كانوا يزعمون، فقد انهارت مؤسساته.
برأيك، كيف يمكن القضاء على هذا التنظيم والفكر المتشدد بشكل نهائي؟
التطرف العسكري أو الخلافة المزعومة يمكن القضاء عليهما. لكن الفكر المتطرف، رغم القضاء على "داعش"، سيبقى موجودا داخل بعض الأوساط في العالم الإسلامي.
تبعا ذلك، أين يكمن الخلل؟
عدد كبير من الكتب تحمل أفكارا متطرفة وتحتوي على مفاهيم عنف وتشيد به وتشجعه عليه دائما. تبقى هذه الأفكار موجودة داخل الفكر الإسلامي.
هل لك أن توضح أكثر؟
هناك أحاديث تحتوي على تناقضات. بعضها ينص على التآخي والتعارف، ولكن هناك أخرى تنادي بالعنف، وهنا تستمد هذه الجماعات المتشددة أفكارها.
لم تسجل مظاهرات في العالم الإسلامي تنديد بالأعمال التي يقوم بها داعش، بماذا تفسر ذلك؟
نعم لا توجد مظاهرات بهذا الشكل، كما أنه لا تخرج مظاهرات ضد الحرب بين السنة والشيعة، لأن المسلمين يرون أن هناك نوعا من التآمر السري ضدهم وأن داعش ليست منهم، وإنما خلقتها أنظمة أخرى.
أين تكمن حاضنة الفكر المتشدد إذن؟
هناك حاضنة للتنظيمات المتشددة لدى بعض الشعوب، وعدد من الناس التقيهم يصفون الشيعة بـ"الرافضة" وأنه يحق فيهم العنف، وهؤلاء من عامة الناس، وهذا ينطبق أيضا على المسيحيين أو اليهود أو الملحدين أو غيرهم.
كيف يمكن للعالم الإسلامي أن يقتلع أفكار التشدد من الكتب كما وصفتها؟
مثقفونا يخافون أو جاهلون أو لا يعرفون التعامل مع التاريخ، ويعتقدون أن هناك كتبا لا ينطبق عليها فكر علمي، في حين أن الكل يجب أن يقرأ بشكل علمي، ومجموعة قليلة تدعو لذلك وفي أوروبا وأميركا، ولكن الأكثرية تخاف، وتعتقد أن هناك خطوطا حمراء.
إذن المشكل يمكن في أنه لا توجد حرية للفكر وحرية للتعبير عن هذا الفكر في العالم الإسلامي، وبالتالي فسيبقى في هذه الدائرة، ويعود العنف في وقت ما، إذا لم تصحح الأمور، ويعاد النظر في التراث الديني.
المصدر: أصوات مغاربية