الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، وجه بارز في المشهد السياسي والحزبي بالمغرب، معروف بـ"تصريحاته النارية"، كانت آخر خرجاته المثيرة للجدل هي حديثه على أن "موريتانيا أرض مغربية".
"أصوات مغاربية" زارت حميد شباط في بيته وطرحت عليه أسئلة حول تصريحاته المثيرة، موقفه من حراك الريف، والوحدة المغاربية.
نص المقابلة:
هل ندمت على تصريحاتك حول "تبعية موريتانيا للأراضي المغربية"، تلك الخرجة الإعلامية التي أضرت بحزب الاستقلال وحالت دون دخوله الحكومة؟
لا لم أندم على تصريحاتي. وقد كان مقررا لحزب الاستقلال عدم المشاركة في الحكومة الحالية.
أما بالنسبة للعلاقات مع موريتانيا، فلم تكن أصلا في أحسن أحوالها. وتصريحاتي كانت ترتبط بسياق تاريخي، كما يمكن اعتبارها نقطة حلحلت النقاش والعلاقات بين البلدين.
في سياق علاقات المغرب مع جيرانه المغاربيين، هل رفعت الأحزاب السياسية المغربية ومنها حزب الاستقلال يدها على ملف الوحدة المغاربية، ليصبح حكرا على الأنظمة السياسية؟
لا أبدا، حزب الاستقلال في أدبياته كان دائما يدعو ويعمل من أجل الوحدة المغاربية، ونحن ما زلنا متشبثين بفكر مؤسس الحزب علال الفاسي حول الوحدة المغاربية.
اليوم، في إطار علاقاتنا مع حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الموريتاني، حاولنا توسيع قاعدة المشاورات حول الوحدة مع باقي الأحزاب في الدول الخمس، لكن ما حصل بسبب الربيع العربي في تونس وليبيا وما تعيشه الشقيقة الجزائر، أثر على جهودنا في العمل من أجل دعم التماسك بين هذه البلدان.
العمل على الاتحاد المغاربي لا يمكن أن يقوم حاليا إلا عن طريق الديموقراطية. هذه الدول لا تعيش الديموقراطية اليوم. الجزائر تعيش مشاكل على مستوى الرئاسة، وتونس أيضا ومشاكلها، دون أن ننسى حروب ليبيا، وهي المشاكل التي أثرت على هذه البلدان بشكل كبير.. أعتقد في هذه الظروف لا يمكن لحزب الاستقلال أن يقوم بأي شيء.
فيما يتعلق بحزبكم، قمتم بخطوة قبل الانتخابات التشريعية الأخيرة وهي استقطاب بعض الوجوه السلفية مثل عبد الوهاب رفيقي، الملقب بـ "أبي حفص"، هل الأمر استراتيجية من الحزب لاستيعاب الوجوه السلفية، أم كانت خطوة لكسب الأصوات في الانتخابات الماضية؟
أولا، لا يمكن لأي حزب إسلامي بالمغرب بما في ذلك حزب العدالة والتنمية، ألا يستحضر علال الفاسي مؤسس حزب الاستقلال ودوره في تأسيس الفكر السلفي، لذلك فإن حزبنا هو الوحيد القادر على استيعاب الأفكار والوجوه السلفية، التي لم نستقطبها لغرض انتخابي بل الهدف كان هو أن نؤسس مركزا لغسل دماغ بعض الشباب الذي انساق وراء ما يسمى بداعش وغيرها.
في هذه النقطة بالذات، ما هو دور الأحزاب السياسية بما فيها حزب الاستقلال في وقف زحف الشباب المغربي إلى بؤر التوتر في العراق وسورية؟
دعني أقول إنه لولا حضور الأحزاب الديموقراطية الوطنية من ضمنها حزبنا لكانت الأمور أخطر من ذلك، ولكن الأحزاب ليست لها القدرة على فعل الكثير في هذا الملف بسبب عدم توفرها على الإمكانيات اللازمة للقيام بدور التأطير، فالدعم المقدم لها من طرف الدولة غير كاف بتاتا.
كيف يمكن لحزب مثل حزبنا، يتسلم 5 مليون سنتيم (حوالي 5 آلاف دولار) سنويا من الدولة في إطار دعم الأحزاب أن يقوم بهذا الدور، في حين أن مهرجان موازين توضع له ميزانية تصل إلى 5 مليار سنتيم (5 ملايين دولار)، أي أن دعم حزبنا لا يصل إلى 5 في المئة من ميزانية تظاهرة فنية، لكن هذا لا يعني إلغاء المهرجان، لأن المغرب بلد منفتح.
ما هي الوصفة التي يقترحها حميد شباط من أجل القضاء على الفكر المتطرف وسط الشباب المغاربي؟
أولا، الحل يجب أن يبنى على "المسيد"، أي أن نعود إلى طريقة تربيتنا الأولى في "المسيد" بتأطير من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، التي لا تقوم بالدور التوعوي المنوط بها.
أيضا الحل يمر عن طريق المدرسة والأسرة، فقوة المغرب اليوم في خضم الأزمات الاجتماعية التي يعيشها مثل البطالة وغلاء المعيشية تكمن في صمود وتماسك الأسرة.
فيما يخص "حراك الريف"، ما رأيك في تطورات الملف بما فيها منع وقفة 20 يوليو من قبل السلطات وتسريب فيديو لزعيم الحراك ناصر الزفزافي وهو شبه عار؟
بمكن القول إن المغرب يعيش اليوم نكوصا حقيقيا في المجال الحقوقي. تسريب مثل هذه الفيديوهات يؤثر على صورة المغرب في الداخل والخارج، بسبب عدم احترام حقوق الإنسان. أظن أنه منذ البداية كان اعتقال النشطاء، اللذين أظهروا حسا وطنيا وقدرة على إيصال احتجاجهم بطريقة سلمية وحضارية، خطأ.
بالنسبة لمنع المسيرة، هي خطوة ستضر بالمغرب وصورته، سيما وأنه لا يملك سوى هذه الصورة حول قدرة الشعب على الاحتجاج بشكل سلمي من أجل نيل مطالبه.
كيف تقيم تعامل الحكومة مع الحراك؟
أعتقد أن اتهام الحكومة للمتظاهرين في الريف بالانفصالين وتخوينهم خطأ تاريخي قاتل.
الشعب المغربي لا يحس أن هناك حكومة، فتسيير الأمور يتم من خارج الأغلبية الحكومية.
إذن، من يسير الحكومة في المغرب؟
الأجهزة المسؤولة عن المجال الأمني، وأشخاص خارج نطاق الحكومة، هل سبق وأن رأينا وزيرا في الحكومة أو حتى رئيسها يخرج بقرار له هو شخصيا؟ لا يوجد نهائيا.
المصدر: أصوات مغاربية