غيلاس عينوش، رسام كاريكاتير جزائري يشتغل بموقع "كل شيء عن الجزائر"، تعرض يوم السبت 22 يوليو إلى ضرب مبرح من طرف قوات الأمن الجزائرية، إثر مشاركته في مظاهرات منددة بمنع محاضرة ثقافية بـ"مقهى الثقافة" في مدينة أوقاس ببجاية. في هذا الحوار يعود غيلاس إلى تفاصيل الواقعة وما حدث أثناء استنطاقه.
نص المقابلة
Le caricaturiste Ghilas Aïnouche raconte son agression par la police algérienne à Aokas.… https://t.co/WCYcPegcgk pic.twitter.com/XTKdQjZ86a
— KDirect.info (@KDirect_News) 22 juillet 2017
ماذا وقع لك بالضبط بأوقاس في مدينة بجاية؟
ذهبت من أجل مساندة مجموعة من المثقفين إثر منعهم من تنظيم ندوة حول الثقافة الأمازيغية. حاولت الشرطة منعنا من ولوج المركز الثقافي، لكن تمكنا من الدخول، بعد تراجع قوات الأمن.
بعد ذلك اقتحم رجال الشرطة المكان، وبدأوا في تكسير زجاج النوافذ بالعصي، مطالبين الحضور بإخلاء المكان فورا.
أما أنا فقد اقتادوني إلى قاعة مجاورة وانهالوا علي بالضرب والشتائم. تعرضت إلى جميع أشكال الإهانة.. لقد بصقوا على وجهي.
هل تقدمت بشكوى في الموضوع؟
حاولت، لكن رئيس المخفر رفض قبول تظلمي، قال لي بالحرف: "إن لم يعجبك ما نقوم به فأمامك العدالة".
أصدقك القول، إنه في بعض الأحيان أفكر في الهجرة بسبب ما نعانيه من تضييق على الحريات، لكنني سأحاول المقاومة برسوماتي ما استطعت إلى جانب أهلي في الجزائر ممن يؤمنون بالديموقراطية وحرية التعبير و تعدد الثقافات.. أنا باق هنا ما استطعت.
Plusieurs personnes tabassées après une conférence du café littéraire d’Aokas--> https://t.co/NbJLWLYxes pic.twitter.com/RJeyPnpKWW
— ghilas ainouche (@GhilasAinouche) 23 juillet 2017
هل أحسست بأنك كنت مستهدفا باعتبارك رساما صحافيا ؟
في البداية، استبعدت الأمر، لكن أحدهم كذب اعتقادي حين ردد وهو ينهال علي بالضرب: "هيا أرسم الآن.. هيا أرسم الآن"، في تلك اللحظة، عرفت أنني كنت مستهدفا بسبب مهنتي.
لم يتوقف الضرب حتى تدخل زميل لهم قائلا: "هذا يكفي"، و حين خرجت وجدت أن اشتباكات وقعت بين مواطنين و أعوان الأمن، الذين تعاملوا مع الشباب بعنف شديد.
برأيك، لماذا تمنع السلطات مثل هذه الندوات بالرغم من أنها ندوات ثقافية وليست سياسية؟
الدولة في أزمة خانقة، لا تحب من يقول لها "كفى"، تتعمد إحراج المعارضين بمثل هذه الأحداث، وتروج لفكرة أننا "نثير شغب".
لماذا تحاول الدولة منع تظاهرات ثقافية بحجة الترخيص، عوض الاهتمام بإيجاد حلول للوضعية الاقتصادية الكارثية التي تمر بها البلاد؟
خنق الحريات ثقافة الدولة الجزائرية، وهي تحاول الدفاع عن ذاتها باستباق الهجوم، وهو ما يحدث هذه الأيام.
الدولة تخاف التفاف الشعب حول فكرة بغض النظر عن كونها ثقافية أو سياسية.
تداول نشطاء صورتك و أنت تكرم بسفارة الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب صورتك بعد تعرضك للضرب .. ما تعليقك؟
الصور المركبة حقيقية، والواقع لا يرتفع: لقد أهانتني الجزائر يومين بعد أن كرمتني سفارة الولايايت المتحدة الأميركية، التي أشكرها بالمناسبة.
انتابني حزن شديد لما رأيت في عيون المستخدمين بالسفارة غبطة لوجودي بينهم، أحسست بإنسانيتي، تساءلت لماذا نهان بالجزائر و نكرم خارجها، هناك خلل ما لا بد من معالجته.
أنا شاكر لسعادة السفيرة و شاكر للولايات المتحدة الأميركية على التكريم.
أنا مستاء لما جرى، أحاول جاهدا نسيان الواقعة حتى أستمر في العيش بسلام مع مبادئي التي أساسها الديموقراطية واحترام الجميع للجميع.
أما عن حرية التعبير في الجزائر فأقول: "عندنا حرية الضرب لا حرية الاعتقاد".
Une autre conférence de #Ramdane_Achab qui vient d’être empêchée à #Aokasmême le stylo leur fait peur 🖊️📚 pic.twitter.com/l9QKXgZRzF
— Amaziɣ Agrawliw (@MouloudAmazighe) 22 juillet 2017
المصدر : أصوات مغاربية