لم تكن ترغب في مغادرة المدرسة، بل كانت تحلم بإتمام دراستها. كانت تستمتع بتمشيط شعر دميتها لا بتمشيط شعر صاحبة البيت. كانت تحلم بأن تصير طبيبة فوجدت نفسها تكنس وتطبخ داخل جدران المنازل.
"سماح" ليست سوى "الشجرة" التي تخفي "غابة" من طفلات يجبرن على ترك فصول الدراسة والهجرة من قرية "تاقمة" بالحدود التونسية الجزائرية، إلى تونس العاصمة للعمل كخادمات بيوت.
تقول الطفلة سماح بصوت مخنوق: "أحلم بإتمام دراستي. أكره العمل عند الغرباء. أريد أن أعيش بجانب أمي. ولا أريد أن أترك أبي المريض وحيدا". فيما تصرخ الطفلة رانيا: "لا يمنحوننا أجرتنا بأكملها، يعاملوننا معاملة سيئة، يضربوننا ويهينون كرامتنا".
هي شهادات فتيات لا يتجاوز أعمارهن 12 سنة، يجبرن على التوقف عن الدراسة والرحيل من القرى للعمل خادمات بالعاصمة التونسية بسبب وطأة الفقر، تاركات حجرات الدرس والكثير من الأحلام.
لكن للأسر رأي آخر، إذ يبرر أهل الطفلات إقدامهم على إرسال أولادهم إلى تونس العاصمة من أجل العمل، بالفقر والحاجة.
وهيبة طيفلي، أم سماح، تؤكد أن مرض زوجها لم يترك أمامها من خيار سوى إجبار الطفلة على ترك المدرسة وإرسالها إلى المدينة، لتجني مبلغا ماليا شهريا يساعد الأسرة على العيش بكرامة.
نفس المبرر يقدمه عمارة جوادي أب صباح الذي يقول: "لم أعد أستطيع العمل، وإن لم أرسل بناتي لتشتغلن في البيوت فلن نجد ما نأكله وسنموت جوعا."
المصدر: قناة الحرة