الشرطة التونسية
الشرطة التونسية

بعد سنتين من اتخاذها القرار، إثر مقتل 31 بريطانيا في أحداث إرهابية، أعلنت الحكومة البريطانية أمس رفع حظرها سفر رعاياها إلى تونس.

وجاء قرار الحكومة البريطانية بتعديل النصائح بشأن السفر إلى تونس بعد مراجعتها للأوضاع الأمنية وإدخال قوات الأمن جملة من التحسينات، فهل يمثل هذا القرار اعترافا بتحسن الوضع الأمني في تونس وما هي انعكاساته على المستوى السياحي؟

وضع أمني مستقر 

أقرت الحكومة البريطانية أن تعديل نصائحها بخصوص السماح بسفر البرطانيين إلى تونس يعود إلى تحسين الإجراءات الأمنية فيها بدعم شركائها الدوليين.

​​وأكد العميد السابق بالجيش الوطني ورئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل، مختار بن نصر، أن "الوضع الأمني في تونس مستقر منذ مدة".

وأضاف بن نصر، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن هذا الاستقرار يتجلى في "عدم تسجيل أية عمليات إرهابية أو تحركات مشبوهة في الفترة الأخيرة إلى جانب استمرار العمليات الاستباقية التي تقوم بها الوحدات الأمنية وتفكيك الخلايا الإرهابية النائمة".

وأردق العميد السابق بالقول: "ليس هناك مخاوف على المناطق السياحية أو الداخلية وهو ما يبرر سماح بريطانيا لمواطنيها بزيارة هذه المناطق".

قرار إيجابي ولكن

لم ينف الدبلوماسي السابق، عبد الله العبيدي، أن لقرار الحكومة البريطانية قيمة "خاصة أنها من الدول التي لها مسؤولية على مواطنيها وتتابع بدقة مواطن الخطر لتحذيرهم".

وحسب تصريحات العبيدي لـ"أصوات مغاربية"، فإنه قد اتضح لبريطانيا أنه "لم تعد في تونس نفس الأخطار مثل ما كان عليه الحال قبل سنتين، إذ شهدت عمليات إرهابية متتالية استهدفت متحف باردو ونزلا بسوسة". 

في المقابل أشار الدبلوماسي السابق إلى أن "بريطانيا حافظت على تحفظاتها بخصوص بعض الجهات في تونس وخاصة المناطق الحدودية التي ترى أنها مازالت خطرة".

​​وبخصوص الوضع الأمني الحالي، أقر العبيدي بوجود "تحسن على المستوى الأمني رغم أنه لا يمكن القول بأن تونس قضت على الإرهاب لأن الذئاب المنفردة تضرب في أي وقت وفي أي مكان من العالم".

الأثر الاقتصادي

من الناحية الاقتصادية، اعتبر الخبير الاقتصادي، رضا الشكندالي، أن لقرار بريطانيا "انعكاسا ايجابيا على تونس وعلى السياحة".

وقال الشكندالي، في تصريح لـ "أصوات مغاربية"، إن تعديل بريطانيا لتحذيراتها "يعد إقرارا بتحسن تونس على المستوى الأمني واعتبار تونس بلدا آمنا".

​​وفي علاقة بتأثير القرار في الموسم السياحي، ذكر الشكندالي أن "البريطانيين جزء مهم في السياحة التونسية وهذا القرار قد يدفعهم إلى التوجه لتونس مرة أخرى".

من جهة أخرى، رأى الشكندالي أن مشكل الموسم السياحي لا يكمن في توجهات الدول الأجنبية وإنما في السياسات التي تتبعها تونس و"اقتصارها على سياسة سياحية ذات منتوج واحد وهو الشاطئ".

وحتم الشكندالي بالقول: "يجب تغيير هذه السياسة نحو تنويع المنتوج السياحي وتشغيل قطاعات أخرى مثل الصناعات التقليدية والصحة وغيرها".

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة