بكثير من الفرح وشيء من السخرية، تفاعل الجزائريون عبر شبكات التواصل الاجتماعي مع إعلان نتائج بكالوريا 2017، التي شهدت لأول مرة في تاريخ البلاد، دورة ثانية خاصة بالطلبة المتخلفين عن الالتحاق بمراكز الامتحان خلال الدورة الأولى.
كانت مفاجأة هذه السنة تحطيم الرقم القياسي لمعدل النتائج الوطني، إذ تحصلت الطالبة بلاسكة خولة من مدينة سكيكدة (شرق) على أكبر معدل في البلاد وهو 19.21، تجاوزت به المعدل السابق 19.14، الذي كان بحوزة الطالبة كنزة أوصالح من وهران (غرب) في بكالوريا 2016، وكان أعلى معدل منذ استقلال البلاد.
وكرّم الوزير الأول، عبد المجيد تبون، أمس الخميس، 56 متفوقا في امتحان شهادة البكالوريا خلال حفل بقصر الشعب بالجزائر العاصمة، حضره مسؤولون سامون في الدولة وأعضاء من الحكومة وأولياء التلاميذ المتفوقين، تقدمتهم التلميذة خولة بلاسكة.
وتداول الناشطون عبارات التهنئة والتبركات والتفاخر بأبنائهم وبناتهم وذويهم الذين فازوا في "امتحان العمر"، كما يفضل كثيرون تسميته.
المخترع الجزائري محمد دومير، الذي فاز بالجائزة الأولى في برنامج "نجوم العلوم" بقطر، قبل سنوات، شارك طلبة البكالوريا بتدوينة مشجعة قال فيها "ألف مبروك للناجحين في الباكالوريا وحظ أوفر لمن لم ينجحوا هذا العام، فلا يأس مع الحياة".
من جهة أخرى انتقد معلقون على "تويتر" خدمة مدفوعة طرحتها وزارة التربية على الهواتف النقالة، تتعلق بإمكانية اطلاع الطالب على نتيجته في الاختبار قبل ساعة من إعلان النتائج بصفة رسمية على موقع الوزارة، وذلك عبر إرسال رسالة قصيرة على رقم معين، ووصف المعلقون ما قامت به الوزارة بأنه "تجارة في البكالوريا".
بن غبريت تعيد التعرف على نتائج البكالوريا عن طريق الرسائل القصيرة (ساعة كاملة قبل اطلاقها على الموقع الالكتروني )التجارة حتى في الباك pic.twitter.com/ePq7zL8Mw9
— تحيا الجزائر (@4algeria) July 24, 2017
وبشيء من السخرية، كتب الإعلامي حسان زهار على صفحته في "فيسبوك" تدوينة جاء فيها "مبروك للراسبين في الباكالوريا.. فحظهم في الحياة أفضل في بلد لا يؤمن بالكفاءات.. وحظ أوفر للناجحين.. في انتظار صدمة الجامعة!"
ووصفت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت، النتائج المسجلة في امتحان شهادة البكالوريا لسنة 2017، بـ"المُرضية"، واستدركت أنها "لا ترقى إلى مستوى تطلعاتنا"، مضيفة أنّ الهدف الاستراتيجي الذي حدده الإصلاح التربوي، يتمثل في نسبة نجاح تقدر بـ70 بالمائة"، وأعربت عن تفاؤلها بتحقيق مثل هذه النسبة مستقبلا، من خلال "إعادة تصويب الإصلاح"، بالاعتماد على ثلاث ركائز أساسية، هي تحوير البيداغوجيا واحترافية الموظفين عن طريق التكوين، بالإضافة إلى الحوكمة، وقالت إن "الوزارة تعمل حاليا على "إدخال ما يلزم من تحسينات وتحيينات، لأننا نواجه تحديات جديدة تتطلب منا التكيف"، على حد وصفها.
أخبار تسريب مواضيع اختبارات البكالوريا شكلت أحد وجوه التفاعل مع موضوع يهم كل الجزائريين، فقال أحدهم ساخرا "نتائج البكالوريا في الجزائر باتت مثل التسريبات، إذ يمكن أن تتسرّب النتائج أيضا في أية لحظة".
وكانت السلطات في الجزائر حظرت الولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي، أثناء إجراء امتحان البكالوريا، بحجة أنها القناة الرئيسية لـتسريب اختبارات الامتحان المصيري منذ سنوات، وكان هذا الحظر محل سخط من كثيرين استنكروا اللجوء إلى حرمان الملايين من هذه الخدمة، بسبب الخوف من تسريب المواضيع، ودعوا إلى البحث عن وسائل أخرى لمحاربة ظاهرة تفشت منذ سنوات.
نتائج البكالوريا في الجزائر مثل التسريبات في أي لحظة قادرين يخرجو... #بكالوريا_2017
— SIMBA (@Ishak87337323) July 23, 2017
المصدر: أصوات مغاربية