نساء يتجولن بالمغرب
نساء يتجولن بالمغرب

لا توجد إحصائيات دقيقة حول عدد الفتيات اللواتي خلعن الحجاب في المغرب. "أصوات مغاربية" حاولت الوصول إلى هؤلاء الفتيات، لكن العديد منهن رفضن الظهور بوجوه مكشوف خوفا من عدم تقبل محيطهن أو أسرهن لذلك.

إليك أربع قصص لنساء امتلكن جرأة الظهور والحديث عن أسباب انتقالهن من محجبات إلى غير محجبات:

إيمان: خلعته لأنني لا أحب النفاق

​​إيمان من دون حجاب​​​

​​إيمان بالحجاب​​

​​​​"لم أغير طريقة لباسي، لم تتغير أخلاقي، لم أغير فكرتي عن الله، لم أغير أي شيء في حياتي، سوى أنني عاهدت نفسي أن أصحح المسار الذي كان خطأ"، هكذا تختصر إيمان بلعباس، شابة في العشرينات، قصتها مع ترك الحجاب.

ففي 2013، بدأت إيمان المحجبة تكتشف وجهات نظر أخرى لم تكن تعرفها، وبدأت تستوعب أن السؤال الواحد يقبل أجوبة متعددة، فاختارت أن تسلك الطريقة التي تريحها من الشك، وتخلع الحجاب. 

كان المظهر دائما ثانويا بالنسبة إليها، لكنها اختارت أن تكون محايدة. تقول في حديثها لـ "أصوات مغاربية": "بعد أن خلعت الحجاب، بدأت الاتهامات تتهاطل علي، فقط لأنني مارست حقي في الشك، بل إنني اليوم، حتى حين أضع آيات من القرآن على حائطي الفيسبوكي، يهاجمونني بدعوى أنني عار على الدين، وكأنني قصفت الكعبة بالمنجنيق!"

​​في ما يتعلق بردة فعل أهلها عندما تركت الحجاب، تقول إيمان، التي نشأت في وسط إسلامي محافظ "في البداية اعترضوا على قراري وكانت الصدمة الأولى قاسية جدا بالنسبة إليهم، لكنهم تقبلوه في نهاية المطاف، وتأقلمنا جميعا مع الوضع الجديد".

وتضيف: "لكنني أعرف أنهم كانوا سيكونون سعداء أكثر لو لم أخلعه، خاصة وأن ردة فعل الآخرين العنيفة تجاهي ومسألة كون الجميع يتحدث عن ابنتهم، ليست أبدا بالأمر الهين".

وتتوقف إيمان قليلا لتؤكد: "ربما أعود إلى الحجاب يوما، وربما الله يحبني رغم أني كتبت كثيرا وتساءلت كثيرا ومارست حقي في الشك كثيرا، ربما الله يريد مؤمنة تعرفه حق المعرفة".

مريم: لستُ حلوى مكشوفة

​​مريم من دون حجاب​​​​

​​​​مريم بالحجاب​​​​

​​​​​في أواخر عام 2012، قررت مريم الكعليط (23 سنة) ارتداء الحجاب عن اقتناع. فبالرغم من ضغط والدها عليها طيلة سنوات من أجل ارتدائه، كانت دائما ترفضه بشكل قاطع، حتى جاء اليوم الذي تعرفت فيه على صديقة محجبة "حجابا شرعيا". 

"كنت أستمع إلى الشيوخ يخطبون في القنوات الدينية، وتأثرت بكلامهم الذي يقول "إن أي بنت متبرجة هي السبب في رفع نسبة التحرش"، هكذا تعبر مريم، خياطة ومحاسبة، لـ  "أصوات مغاربية" عن الأسباب التي جعلتها ترتدي الحجاب.

في سنة 2017، خلعت مريم الحجاب، والسبب، بالنسبة إليها، هو اقتناعها أنه ليس فرضا بقدر ما هو عادة اجتماعية. تقول: "لا علاقة للحجاب بالتحرش، ونظرية الحلوى المكشوفة هي أكبر إهانة للمرأة، وبصراحة كنت سعيدة جدا في اليوم الذي استطعت فيه التحرر والخروج بلا غطاء فوق الرأس، وفعل ما أرغب به أنا وليس ما يريده المجتمع". 

قليلون فقط من تقبلوا مريم من دون حجاب، إذ غير الكثيرون طريقة تعاملهم معها.

بنبرة متألمة، تقول في حديثها لـ  "أصوات مغاربية": "خسرت العديد من الأصدقاء، أما العائلة والمحيط فحدث ولا حرج، فقد تعرضت لكل أنواع الاستهزاء والكلام الجارح، وأصبحت حديث الساعة". 

​​ثم تستدرك قائلة: "صحيح أن الأغلبية لم تتقبلني، ولكن يكفيني فخرا أنني استطعت تجاوز الأمر، وحققت الحلم الذي كان يسكنني دائما، ولم أعد أنافق نفسي من أجل إرضاء المجتمع". 

نورة: شخصيتي وأخلاقي لم تتغير

نورة من دون حجاب​​​​​

​​​​​بعد سنة من ارتداء الحجاب، قررت نورة يقين، البالغة من العمر 20 عاما، خلع الحجاب بصفة نهائية. 

تحكي نورة قصتها مع خلع الحجاب لـ  "أصوات مغاربية": "ارتديته عندما كنت أدرس في الباكالوريا، والسبب الذي جعلني أخلعه بعد عام فقط من ارتدائه هو تعليقات الناس من حولي، إذ كان محيطي كله يخبرني أنني أجمل من دون حجاب، وأنني عندما أضع غطاء على رأسي، أبدوا أكبر من سني بكثير".

بعد خلعها للحجاب، بدأت التعليقات مرة أخرى تتهاطل عليها. تقول نورة، التي تعمل في مجال الصحافة "عندما تركته أيضا، اتهموني بتشويه الدين، ولكن الحقيقة أنني أستطيع أن أكون مرتاحة بالحجاب أو من دونه، كما أن شخصيتي لم تتغير أبدا، وأخلاقي كذلك".

​​وتضيف نورة "في الحقيقة خلعته لأرتاح أيضا، لأنك عندما ترتدين الحجاب، فهذا يعني أن الجميع سيفرض عليك نمطا معينا من العيش، إذ بالنسبة لهم، لا يمكن للفتاة المحجبة أن تلبس ما تشاء، ولا أن تضع الماكياج، ولا أن تخرج مع أصدقائها من الذكور".

خديجة: نظرة المجتمع غير منصفة

"ارتديته لوقت طويل جدا، واعتدت عليه حتى أصبح نمطا من اللباس" هكذا تلخص خديجة بنعياش، طالبة صحافية، قصتها مع الحجاب الذي ارتدته منذ سن الـ13.

​​وتسترسل خديجة في سرد قصتها لـ "أصوات مغاربية": "في أحد الأيام، قررت أن أخلعه، لأنني أؤمن أنه إما أن أكون محجبة كما يجب، وهو أمر لم أكن أرغب به، أو أتخلص منه".

لم يجبرها أحد على ارتدائه، وإنما ارتدته بفعل تأثير محيطها عليها.

تقول: "كنت صغيرة، ولم أكن أملك تلك القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة في حياتي، ولذلك، عندما قررت إكمال دراستي العليا في فرنسا، أتيحت لي الفرصة المثالية لأتخذ القرار الذي أريد وأحققه فعليا".

وتضيف: "لكنني لا أستطيع أن أنفي أن نظرة المجتمع لي في البداية كانت غير منصفة أبدا، إذ ربطوا بين خلعي للحجاب وسفري إلى فرنسا من أجل الدراسة، معتقدين أن هذا البلد أفسد أخلاقي". 

 

المصدر: أصوات مغاربية 

مواضيع ذات صلة