"رفضت مبلغ 30 مليار سنتيم، مقابل التنازل عن هذا المحل، الواقع في قلب العاصمة، والذي أتخذ منه معرضا للصور الفوتوغرافية بالأبيض والأسود كنت التقطتها طيلة 55 سنة من مساري في هذا المجال.
لم يكن المال يوما هدفي، رغم حاجتي له في هذا العمر، بعدما قاربت الـ75 سنة.
أتذكر جيدا أن أول صورة التقطتها كانت قبل بداية الثورة التحريرية بعامين وقد تعلقت بالآلة بشكل عصامي، واتخذتها مهنة أقتات منها لمدة جاوزت نصف القرن، ونلت شهرة عالمية من فترة الاستقلال إلى غاية منتصف الثمانينات، لأني أرّختُ للإنسان وحياته في الصحراء الجزائرية.
بعدها، بدأ نجمي في الأفول مع بداية العنف المسلح، مطلع التسعينات، بعد انتشار القتل وهجرة الأوروبيين والمثقفين خارج الجزائر.
الآن كما ترى أنا حبيس هذا المكان، الذي يحتضن كنزا مُهملا من الماضي التليد. تقتلني الحسرة على مآل خزان الصور التي بحوزتي بعد مماتي.
في اعتقادي، قيمة التركة لا تقدر بالأموال، لأن التاريخ لا يُباع ولا يُشترى وصناعة المجد تكون بالمواقف والمبادئ لا بالمال".
(خليل، الجزائر)