أعمدة من الدخان تتصاعد وألفا هكتار تلتهمها النيران ومشاهد لإجلاء مواطنين من منازلهم، بعد أن اقتربت منها ألسنة اللهب، هذه أغلب الصور المتناقلة في تونس خلال هذا الأسبوع بعد اندلاع 100 حريق في عدة محافظات.
وفي وقت أعلنت فيه رئاسة الحكومة عن تنظيم اجتماع مفتوح للجنة الكوارث لمتابعة أوضاع الحرائق، تناقل النشطاء على شبكات التواصل صور وفيديوهات انتشار الحرائق في الغابات، متسائلين عن دور السلطات وتدخلها لإخماد هذه النيران والسيطرة عليها.
ضعف التشخيص وقلة الإمكانيات
يتواصل انتشار الحرائق في تونس، خلال الأيام القليلة الماضية، حيث اندلعت في محافظة جندوبة يوم السبت الفارط ثم في محافظة بنزرت يوم الإثنين وتتالت بعد ذلك الحرائق لتشمل عدة مناطق في هاتين المحافظتين، قبل أن تندلع في محافظتي باجة والقصرين.
وفي تصريح لـ "أصوات مغاربية"، قال رئيس جمعية "أس أو أس بيئة" مرشد قربوج : "تفاجأنا من انتشار الحرائق وامتدادها لتشمل عدة محافظات، خاصة بعد أن صرحت السلطات الجهوية، منذ يوم الثلاثاء، أن الأوضاع تحت السيطرة وسيتم إنهاء إخماد الحرائق".
ويذكر أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد توجه، يوم الثلاثاء، إلى قاعة العمليات المركزية بالديوان الوطني للحماية المدنية لمتابعة عمليات إخماد الحرائق المندلعة بعدد من الجهات، بالإضافة إلى تنقله، يوم الجمعة 04 أغسطس، إلى معتمدية فرنانة بمحافظة جندوبة وإعلانه تعويضات تمثلت في منح العائلات التي تضررت، 23 مسكنا بعد احتراق منازلهم.
ووفق ما نشرته الصفحة الرسمية لرئاسة الحكومة، أكد الشاهد، في تصريح صحفي، أنه تمت السيطرة على 80 بالمائة من الحرائق بمحافظة جندوبة وكذلك السيطرة نهائيا على الحرائق بمحافظة باجة ومن المرجح الانتهاء من إخماد بعض الحرائق بمحافظة بنزرت قبل مساء اليوم.
ومن جهته، نشر النائب بالمجلس الوطني التأسيسي سابقا بشير النفزي عددا من التدوينات اتهم فيها السلطات بالتقصير في تعاملها مع الكوارث الطبيعية وعدم سرعتها في إخماد الحرائق مما جعلها خارجة عن السيطرة.
الأوضاع تحت السيطرة
أكد كاتب الدولة لدى الفلاحة عمر الباهي أنه "تم تسجيل 100 حريق تسببت في خسارة 2000 هكتار".
وقال الباهي، خلال ندوة صحفية عقدت بمقر رئاسة الحكومة، اليوم السبت 5 أغسطس، "الوضع استثنائي لأن معدل الخسائر السنوية لا يتجاوز 1200 هكتار، لكن تونس ليست وحدها والحرائق موجودة في كل العالم في البرتغال والجزائر وإيطاليا وجنوب فرنسا وغيرها".
خطير جدا : الكشف عن هوية مرتكبي كارثة الحرائق في #تونس ( التفاصيل )https://t.co/2fNw5f3iCp https://t.co/kOxWJByhII
— تونيقازات (@Tunigazette) August 5, 2017
وشدد كاتب الدولة على أنه تم تسخير "كامل الجهود، بناء على تعليمات رئيس الحكومة، وشاركت قوات الأمن وقوات الجيش وأعوان الغابات وأعوان الحماية المدنية في إطفاء هذه الحرائق ووضعها تحت السيطرة".
ومن جهته، أكد الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني، العميد خليفة الشيباني، أن "الأوضاع تحت السيطرة ومختلف القوات من حماية مدنية وجيش وطني وحرس تقوم بواجبها وسط النيران".
وأعلن الشيباني، خلال هذه الندوة التي نقلتها القناة الوطنية الأولى في بث مباشر، أن "هناك سببين وراء الحرائق أولهما طبيعي يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة وبلوغها 59 درجة تحت الشمس، اما السبب الثاني فهو جنائي، ويتعلق بفعل مقصود قامت به بعض الأطراف"
وبخصوص التحقيقات مع المتورطين، بين العميد أنه "تم فتح 26 قضية في علاقة بحرق الأراضي التابعة للدولة بمحافظة جندوبة، تم بموجبها إيقاف أربعة أشخاص والإبقاء على تسعة آخرين في حال سراح"
كما تم فتح سبع قضايا في علاقة بالحرائق التي نشبت في محافظة بنزرت، تم بموجبها الاحتفاظ بشخصين والإبقاء على شخص آخر في حال سراح، وفق ما أعلن عنه العميد.
تونس.. شكوك حول ضلوع أطراف سياسية في الحرائق https://t.co/kXIEjnUSK8
— ب. التونسية للإعلام (@tunbawaba) August 2, 2017
ومن جانبه، ذكر العقيد بوزارة الدفاع الوطني مولدي اليحمدي، أن "قوات الجيش الوطني جاهزة ولديها قوات احتياط وقادرة على التدخل والمساهمة في إخماد الحرائق بكل الوسائل".
ووزعت وزارة الدفاع، وفق العقيد 500 عسكري بين الجهات التي اندلعت فيها الحرائق إلى جانب تخصيصها 40 سيارة وشاحنة وخمس حاملات دبابات ووفرت وسائل جوية قامت ب120 طلعة لإخماد النيران و20 طلعة استطلاع.
تنبيه ولفت نظر
في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، دعا النائب عن كتلة الحرة لمشروع تونس، صحبي بن فرج، السلطات الرسمية وخاصة وزارة الفلاحة والصيد البحري إلى الانتباه من وجود عصابات منظمة تعمل على حرق الغابات للاستفادة منها.
وبخصوص تفاعل الوزارة، بين النائب أن "وزير الفلاحة تفاعلت إيجابيا حينها واتخذت الاجراءات اللازمة وأبطلت صفقة لبيع الحطب"
ورجح النائب أن تكون هذه العصابات تضررت في الفترة الأخيرة مما دفعها إلى افتعال جملة من الحرائق إلى جانب وجود فرضيات أخرى، مثل المخططات الإرهابية وتشتيت الجهود الأمنية.
المصدر: أصوات مغاربية