أحمد فرنسيس (الثاني من اليسار) رفقة أعضاء من الحكومة الجزائرية المؤقتة (أرشيف)
أحمد فرنسيس (الثاني من اليسار) رفقة أعضاء من الحكومة الجزائرية المؤقتة (أرشيف)

ربما لا يعرف كثير من الجزائريين أن شخصا مسيحيا مولودا في الجزائر تقلّد وزارة حسّاسة قبل وبعد استقلال البلاد، ومِن يومها لم تعرف البلاد وزراء مسيحيين. فمن تُراه يكون هذا الرجل؟

هو أحمد فرنسيس، المولود سنة 1912 في مدينة غليزان (غرب). بدأ تعليمه في المدارس الفرنسية بالجزائر، إبان الاستعمار، ثم انتقل إلى فرنسا ليتابع تعليمه العالي في كلية الطب، وتحصل على الدكتوراه من جامعة باريس، لكنه ما لبث أن عاد إلى الجزائر سنة 1942، حيث باشر مهنته طبيبا في مدينة سطيف (شرق).

النضال

أحمد فرنسيس (الأول من اليسار)
أحمد فرنسيس (الأول من اليسار)

​​​​انضم أحمد فرنسيس، عندما كان طالبا بكلية الطب في فرنسا، إلى جمعية طلبة شمال أفريقيا، وكوّن رفقة المناضل الجزائري أحمد بومنجل نخبة من الشباب المهتمين بالبحوث السياسية المتعلقة بالقضية الجزائرية. هذه المرحلة جعلته ملتصقا بقضية استقلال الجزائر، ومن يومها انخرط في النضال السياسي من أجل هذا الهدف.

عند عودته إلى الجزائر في 1942، استأنف نشاطه السياسي مع السياسي المعروف ورئيس أول حكومة جزائرية مؤقتة، فرحات عباس، حيث أصبح من أكثر المقربين إليه، فشارك في تأسيس حزب "حركة أحباب البيان والحرية".

الاعتقال

أحمد فرنسيس (في الوسط)
أحمد فرنسيس (في الوسط)

بعد مظاهرات 8 ماي 1945 بمدن سطيف وقالمة وخراطة، اعتقلته السلطات العسكرية الفرنسية ورحّلته إلى محتشدات في الصحراء وبقي هناك حتى عام 1946 ليطلق سراحه. وفي العام نفسه، ساهم فرنسيس في تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، وعين مندوبا للحزب لدى المجلس الجزائري، حيث واصل نشاطه السياسي حتى اندلاع الثورة التحريرية في الأول من نوفمبر 1954.

التحق أحمد فرنسيس بالثورة عام 1956، بعد انضمام فرحات عباس إليها، وعيّن فرنسيس عضوا إضافيا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية.​

الوزارة

أحمد فرنسيس (صاحب البدلة السوداء)
أحمد فرنسيس (صاحب البدلة السوداء)

​قام فرنسيس بجولات عدة إلى أوروبا وأميركا اللاتينية خدمة للقضية الجزائرية. وفي شهر يونيو 1958 عين أمينا دائما في مؤتمر طنجة لوحدة "المغرب العربي".

أصبح وزيرا للمالية في التشكيلة الأولى والثانية للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية برئاسة فرحات عباس (1958-1961). 

أقيل من منصبه بعد عزل فرحات عباس، ليغيب عن الساحة السياسية حتى الاستقلال، وبعد الاستقلال عين نائبا في المجلس التأسيسي الأول، ووزيرا للمال في 27 سبتمبر 1962، وتوفي في 31 أغسطس 1968 في جنيف بسويسرا بعد معاناة طويلة من المرض.

 

المصادر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة