يعيش حزب العدالة التنمية المغربي، الذي يقود التجربة الحكومية، أزمة غير مسبوقة، بعد أن كان قد احتل الرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية الماضية، وإعفاء أمينه العام، عبد الإله بنكيران من رئاسة الحكومة، لحساب رئيس المجلس الوطني للحزب، سعد الدين العثماني.
هذه الأزمة اعترف بها بنكيران في الكثير من خرجاته الإعلامية بعد إعفائه من قبل الملك محمد السادس، إذ قال إنه "لا توجد مؤامرة تمر دون أن يساهم فيها أصحاب البيت".
وبرزت الخلافات داخل حزب العدالة والتنمية خلال أزمة ما عرف في المغرب بـ"البلوكاج الحكومي"، حينما فشل بنكيران في تشكيل الحكومة نتيجة لخلافاته مع أحزاب الأغلبية السابقة.
صراع ما يعرف في المغرب بـ"جناح الصقور" المؤيد لبنكيران و"جناح الحمائم" الذي يدعم التجربة الحكومية الحالية، يتجه إلى أن يزيد حدة، خاصة في ظل الجدل في الحزب حول تمديد ولاية بنكيران على رأس الحزب.
تيار بنكيران
يضم هذا التيار قياديين في الحزب، ظلوا يدافعون عن خيارات بنكيران خاصة في خضم الأزمة الحكومية. وبعد إعفائه عارضوا الخطوات التي قام بها رئيس الحكومة الجديد، سعد الدين العثماني.
عبد العالي حامي الدين
هو أحد أعضاء الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، وظل أحد أبرز المدافعين عن بنكيران خاصة بعد إعفائه من تشكيل الحكومة.
لطالما كان حامي الدين أكثر قياديي الحزب إثارة للجدل، كما وجه انتقادات قوية لمسار الإصلاح في المغرب، وفي الوقت الذي اختير لرئاسة فريق الحزب في مجلس المستشارين، تم إبعاده في آخر لحظة.
أمينة ماء العينين
النائبة البرلمانية، التي صعدت إلى مجلس النواب لأول مرة سنة 2011. تعد من أبرز المعارضين لتوجهات الحكومة الحالية.
ماء العينين خرجت في عدد من التصريحات تنتقد وزارة الداخلية والمالية والفلاحة.
عبد العزيز أفتاتي
"مجدوب الحزب" كما يسميه عدد من أعضاء العدالة والتنمية، وعرف بآرائه القوية ضد ما ما ظل يسميه "التحكم"، وفؤاد عالي الهمة، مستشار الملك محمد السادس.
أفتاتي له تصريحات قوية في هذا السياق، جرّت عليه غضب بنكيران نفسه، إذ أعفاه الأخير من لجنة الشفافية في الحزب، بعد أن زار إحدى المناطق العسكرية على الحدود المغربية الجزائرية.
خالد البوقرعي
شكلت شبيبة حزب العدالة والتنمية، التي يرأسها خالد البوقرعي، إحدى أبرز الداعمين لرئيس الحكومة السابق، وأصدرت بيانات كثيرة تؤيد فيها بنكيران.
دعم الشبيبة لبنكيران، لم يتوقف عند الإشادة بخياراته لتشكيل الحكومة، ولكن امتد إلى دعوته للترشح لولاية ثالثة على رأس الأمانة العامة للحزب.
تيار العثماني
في مقابل الدعم الذي يتمتع به بنكيران من القاعدة الشبابية للحزب، اختار عدد من الوزراء والقياديين في الحزب، الاصطفاف في الواجهة الأخرى، وعارضوا بشكل كبير تمسكه بمواقفه خلال تشكيل الحكومة.
مصطفى الرميد
وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان حاليا. كان إلى وقت قريب أحد أبرز القياديين المقربين من بنكيران، إلى درجة جعلته يصرح، بعد انتخابات أكتوبر 2017، أنه لن "يكون بنعرفة العدالة والتنمية".
وبنعرفة هو سلطان علوي نصب لفترة وجيزة على عرش المغرب من قبل الاستعمار الفرنسي بعد نفي الملك الشرعي للمغرب محمد الخامس في 1953.
لكن بعد قرار إعفاء بنكيران، لم تعد علاقة الرجلين قوية، بل إنه خرج في عدد من الاجتماعات الداخلية للحزب، لينتقد طريقة تدبير بنكيران لمسار مشاورات الحكومة.
عزيز رباح
شغل عزيز رباح عددا من المناصب الحكومية والنيابية، كان أبرزها وزير التجهيز والنقل خلال الولاية السابقة، ووزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة في حكومة العثماني، لكنه كان من أكثر قياديي الحزب معارضة لتوجهات بنكيران.
أكثر المواقف الواضحة لرباح تجاه الأمين العام للحزب كانت موقفه من ترشح بنكيران لولاية ثالثة بعد الدعوات التي أطلقتها شبيبة الحزب، إذ خرج ليؤكد أن "الحزب لا يقدس الأشخاص".
لحسن الدوادي
الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة، والذي كان يشغل منصب وزير التعليم العالي وتكوين الأطر في حكومة بنكيران.
بالرغم من أنه لم يسبق له أن عبر عن مواقف معارضة لبنكيران خلال الولاية الحكومية السابقة، إلا أنه خرج بعد تشكيل الحكومة الجديدة ليشدد على أن قوانين الحزب ثابتة ولا يمكن تغييرها، في تأكيد لرفضه للتمديد للأمين العام الحالي.
محمد يتيم
وزير التشغيل في الحكومة الحالية، كان من أبرز الداعمين لبنكيران في مسألة إبعاد حزب الاتحاد الاشتراكي من الحكومة، لكن ما إن تم تعيينه في منصبه الحالي لأول مرة حتى بدأ في الدفاع عن الاختيارات الجديدة لحكومة العثماني.
المصدر: أصوات مغاربية