بعد أكثر من 8 أشهر على بداية حراك الريف في المغرب، أصبح الناشط عماد العتابي أول شخص يفقد حياته في هذه الحراك، بعد أن أصيب في إحدى المسيرات التي نظمت بمدينة الحسيمة يوم العشرين من يوليو المنصرم.
وأعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة أن عماد العتابي الذي كان قد أصيب بجروح بليغة على مستوى رأسه، قد وافته المنية في مدينة الرباط، في حين فتحت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، تحقيقا في قضية العتابي، من أجل الكشف عن حقيقة الحدث وأسبابه.
ولكن، في تاريخ الحركات الاحتجاجية في المغرب الحديث، سقط عدد من الناشطين قبل العتابي، سنسلط الضوء على بعضهم في هذه التقرير.
عماد العتابي
ينحدر من مدينة الحسيمة في الريف المغربي، وشارك في عدد من المسيرات الاحتجاجية التي نظمت في المنطقة، والتي كانت ترفع، أساسا، مطالب اجتماعية واقتصادية، وتدعو للنهوض بأوضاع منطقة الريف.
العتابي أصيب بجروح خطيرة على مستوى الرأس ونقل على إثرها إلى المستشفى العسكري بالرباط، حيث أجريت له عملية جراحية، كما خضع للتنفس الاصطناعي بقسم العناية المركزة بالمستشفى، لكن بعد 20 يوما، فقد حياته، ولم يستطع الأطباء إنقاذه.
كمال العماري
هو أحد أعضاء جماعة العدل والإحسان، ذات المرجعية الإسلامية، وتعرض لاعتداء كما تقول الجماعة على يد عناصر الأمن في مدينة آسفي يوم 29 ماي سنة 2011، وأصيب بجروح خطيرة على مستوى الرأس والرجل اليمنى، بالإضافة إلى كدمات في الوجه والصدر، فيما فقد حياته في الثاني من يونيو من السنة نفسها.
وتبنت جماعة العدل والإحسان قضية العماري، وأصدرت عددا من البيانات المطالبة بالإعلان عن نتائج التحقيق الذي فتح بشأن قضيته، كما أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان عكف على إعداد تقرير حول الموضوع، واستمع لمختلف الأطراف المتداخلة في القضية، لكن دون أن يتم نشر مضامين هذا التقرير.
رشيد الشين المانون
في ديسمبر 2013، نشب توتر كبير في مدينة "أسا" جنوب المغرب، بعد تفكيك مخيم "تيزمي" في ضواحي المدينة من قبل الأمن.
هذا المخيم، الذي جاء نتيجة لصراع بين قبائل في المنطقة على ملكية أراض هناك، تبعته مواجهات بين محتجين وعناصر الأمن، سقط على إثرها شاب يدعى رشيد الشين، والذي لم يكن عمره يتجاوز 20 سنة.
وتضاربت الروايات حول وفاة رشيد، بين العائلة التي قالت إنه "قتل بعد إصابته برصاصة مطاطية في الظهر"، والسلطات التي أكدت أن هذه الوفاة جاءت نتيجة "تعرضه للضرب بآلة حادة".
عبد الوهاب زيدون
لم يكن الشاب عبد الوهاب زيدون، يتخيل أنه سيقدم على إحراق نفسه وسط العاصمة المغربية الرباط، في وقت كان يحتج فيه إلى جانب عدد من زملائه، للمطالبة بتوفير فرص للشغل.
زيدون، الذي كان يبلغ من العمر 27 سنة، وحصل على ماجستير في الحقوق بجامعة فاس، فارق الحياة في يناير من عام 2012، بعدما أقدم على إضرام النار في جسده أمام بناية تابعة لوزارة التربية الوطنية، حيث كان يطالب بالتشغيل والإدماج المباشر في الوظيفة العمومية، وخاض إلى جانب زملائه احتجاجات عديدة لا تزال مستمرة في الرباط.
المصدر: أصوات مغاربية