ناخبة تونسية تغادر أحد مراكز الاقتراع عقب الإدلاء بصوتها
ناخبة تونسية تغادر أحد مراكز الاقتراع عقب الإدلاء بصوتها

تنتهي، اليوم، الآجال التي حددتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس لتسجيل الناخبين قصد المشاركة في الانتخابات البلدية المقرر تنظيمها في 17 ديسمبر القادم.

وفي وقت تستعد فيه الهيئة لإعداد القوائم الانتخابية والتحضير لبقية المراحل، مع بداية عدد من الأحزاب السياسية رص صفوفها لخوض هذا الاستحقاق الانتخابي، فغن البعض رأى بعض السياسيين والخبراء أن تونس غير مستعدة لخوض هذا الموعد السياسي جديد.

​​وتعتبر انتخابات 2017 أول انتخابات بلدية تنظمها تونس بعد الثورة، وخطوة أولى نحو الانتقال إلى الحكم المحلي بعيدا عن المركزية في التسيير، فهل تونس مستعدة لهذا الاستحقاق الانتخابي الجديد؟

الاستعداد التقني

خلال لقائه برئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أمس الأربعاء، جدد الرئيس المؤقت للهيئة العليا المستقلة للانتخابات أنور بلحسن استعداد الهيئة لتنظيم الانتخابات البلدية في التاريخ المقرر.

​​ونظمت الهيئة، رفقة بعض منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية، عددا من الحملات التحسيسية لتحفيز المواطنين على التسجيل في الانتخابات البلدية.

​​ووفق الإحصائيات الرسمية الصادرة عن هيئة الانتخابات، فقد بلغ عدد المسجلين أكثر من 487 ألف ناخب، كما تم إجراء أكثر من 79 ألف تحيين.

وقد أصدرت الهيئة بتاريخ 20 يوليو قرارا يضمن قواعد وإجراءات الترشح للانتخابات البلدية والجهوية.

التشكيك يأتي من هنا

رأى أستاذ التاريخ السياسي المعاصر عبد اللطيف الحناشي، في تصريح لـ "أصوات مغاربية"، أن "الواقع السياسي والاجتماعي يعكس ضعف الاستعداد في تونس لإجراء الانتخابات البلدية".

فعلى المستوى السياسي، ذكر المتحدث أن "استعدادات الأحزاب لهذه الانتخابات متفاوتة، فخلافا لحركة النهضة التي تبدو متماسكة تنظيميا، فإن بقية الأحزاب تظهر غير قادرة على المنافسة وعلى لعب دور أساسي في هذه الانتخابات".

​​وأشار المصدر ذاته إلى "إمكانية تدارك بعض الأحزاب الأخرى للتململ الذي تعيشه بفضل تجربتها الانتخابية مثل حزب نداء تونس ومشروع تونس، لأن أصولهما نابعة من حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المُحل والذي لديه "ماكينة" انتخابية كبيرة وخبرة في التحضير للانتخابات وتسييرها".

وبخصوص الوضع الاجتماعي وتأثيره على الانتخابات، رأى الأستاذ الجامعي أن "استعداد المواطنين للمساهمة في العملية الانتخابية ضعيف، وهذا الأمر يترجمه   ضعف الإقبال على التسجيل في القوائم الانتخابية".

​​وأرجع، المتحدث، عزوف المواطنين عن المساهمة في العملية الانتخابية إلى "حالة الإحباط الكبيرة التي يشعر بها التونسي إزاء الأحزاب والانتخابات".

وتابع قائلا "ضعف أداء الأحزاب وعدم الإيفاء بوعودها الانتخابية السابقة دفع المواطنين إلى العزوف عن التسجيل في الانتخابات".

ولتفادي هذا الضعف وإجراء انتخابات ناجحة، دعا عبد اللطيف الحناشي، الأحزاب إلى مضاعفة نشاطاتها والرقي بأدائها وسلوكها السياسي، حتى تحفز الناس على المشاركة في الانتخابات.

ظروف غير ملائمة

 من جهته، اعتبر رئيس المجلس الوطني لحركة مشروع تونس، بوجمعة الرميلي، أن "الظروف السياسية غير ملائمة لإجراء الانتخابات البلدية بعد ثلاثة أشهر تقريبا".

وتتمثل هذه الظروف وفق ما صرح به الرميلي لـ "أصوات مغاربية" في "غياب التوازن السياسي وعدم وجود تيار يواجه الإسلام السياسي الذي تمثله حركة النهضة، فمعظم الأحزاب مازالت في طور التشكل، إلى جانب ضعف الحماس الشعبي والتعبئة اللازمة للانتخابات البلدية".

​​ويذكر أن عددا من النقابات الأمنية أكدت في تصريحات سابقة لـ"أصوات مغاربية"، مقاطعتها للانتخابات البلدية.

ورأى الرميلي أن "خوض تونس انتخابات في مثل هذه الظروف سيجعل منها انتخابات تقنية فقط وستكرس الحزب الواحد".

​​استحقاق وطني

بخلاف ما ذهب إليه رئيس المجلس الوطني لحركة مشروع تونس، رأى الناطق الرسمي باسم حركة النهضة، عماد الخميري، أن "موقف الحركة ثابت وتعتبر أن الانتخابات البلدية استحقاق وطني لاستكمال النظام السياسي الديمقراطي وتجسيد الحكم اللامركزي".

وأكد المصدر ذاته، في تصريح لـ "أصوات مغاربية"، أن الحركة متمسكة بتاريخ 17 ديسمبر، كما أن مكتب الحكم المحلي والانتخابات التابع للحركة يستعد لتوفير كل الجهود للمشاركة في هذا الاستحقاق"

​​

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة