اسمه الحقيقي أحمد عياد، وعُرف فنيا باسم "رويشد"، تصغيرا لاسم الفنان الكبير رشيد قسنطيني.
"حسن طيرو"، "حسن النية"، و"حسن طاكسي " هي عناوين أشهر الأفلام التي أدى فيها دور البطولة، و لازال الجزائريون يتذكرون طرافة مشاهدها التي رسمت الابتسامة على شفاههم، ورغم أنه لم يتخرج من معاهد الفن أو السينما، إلا أن رويشد يعتبر مدرسة فنية قائمة بحد ذاتها، حسب عديد المختصين.
تواضع فخطف القلوب
أحمد عياد "رويشد" من مواليد منطقة القبائل الأمازيغية، ولد عام 1928، وتوفي شهر يناير1999، رغم أمازيغيته فقد كان عاصمي الهوى، جزائري الانتماء. كان يوصف بالفنان المتواضع، وهو ما جعل منه بطلا كوميديا شعبيا، تبتسم الشفاه بمجرد سماع اسمه.
كانت أفلام رويشد تجمع العائلات الجزائرية حول الشاشة الصغيرة، وبرز الممثل والفكاهي رويشد في أفلام خالدة لازالت متداولة لحد الآن من أبرزها "حسن طيرو"، للمخرج العالمي محمد لخضر حمينة عام 1967، وأدى فيه رويشد دور متعاون مع الجيش الفرنسي.
وقد أبدع الراحل رويشد في هذا الفيلم لدرجة أن الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين عندما شاهد الفيلم تأثر به ، و في نهاية العرض طلب مقابلته، قبل أن يشد على يده مصافحا وسائلا: أين تعلمت "العمالة"؟.. فانفجر الحاضرون بالضحك.
من الأدوار الصغيرة إلى الكبيرة
بدأ روشيد بأدوار صغيرة في فرقة "رضا باي" العاصمية، لكنها لم تعبر عن طموحاته ومواهبه، ولحسن الحظ اختاره الفنان القدير محيي الدين بشطارزي عام 1942، ضمن الممثلين المنتمين لفرقة المسرح العربي بدار الأوبرا بالجزائر العاصمة.
انتقل رويشد، بعدها، إلى فرق مسرحية أخرى في العاصمة بحثا عن ذاته، وأدى عدة وصلات فكاهية في الإذاعة سنة 1953، وبعد الاستقلال انضم إلى المسرح الوطني، كما عمل إلى جانب الفنان المخرج عبد القادر علولة في مسرحية "الغولة."
نال المسرحي الفكاهي رويشد جائزة مهرجان تونس عام 1970، وبرز في أعمال سينمائية هامة، وفضلا عن سلسلة حسان النية وطيرو وطاكسي، فقد ألّف مسرحيتي "البوابون" و"الغولة"، كما أدى دورا بارزا في فليم"الأفيون والعصا" للمخرج الجزائري أحمد راشدي، والممثل القدير سيد علي كويرات عام 1969.
ورغم مرور عقود على تلك الأفلام، إلا أنها مازالت تعد واحدة من أيقونات الكوميديا الجزائرية.
المصدر: أصوات مغاربية