تحولت شواطئ جزائرية إلى ساحة صراع بين طرفين سمى أحدهما نفسه "دعاة الالتزام" وأطلق الآخر على نفسه "ثورة البيكيني"، سعى كل منهما إلى الترويج لرؤيته لما يجب أن ترتديه النساء في البحر، وكانت وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي حلبة لهذا الصراع.
"دعاة الالتزام"
أطلق شباب وناشطون على شبكات التواصل حملة بعنوان "استري روحك" بمعني "غطي نفسك"، وقصدوا بها الفتيات اللائي يرتدين ملابس السباحة على الشاطئ.
وعرفت بعض شواطئ الجزائر، حملات ميدانية قادها بعض الشباب "السلفيين"، الذين فضلوا الخروج إلى الميدان، حيث حملوا لافتات مكتوب عليها عبارات تدعو النساء للاحتشام على الشواطئ.
كان هؤلاء يسيرون على الشاطئ حاملين شعاراتهم، بالقرب من العائلات والمصطافين، ولكن دون الاحتكاك بهم.
"ثوار البيكيني"
وردّا على "استري روحك" أطلقت على شبكات التواصل الاجتماعي حملة تحت شعار "سباحة باسم الجمهورية"، واستجابة لهذا خرجت قرابة 300 فتاة إلى شاطئي "تيشي" في بجاية وعنابة (شرق الجزائر) وهن يلبسن "البيكيني".
واتهمت وسائل إعلام جزائرية وناشطون، الإعلام الفرنسي بـ"استغلال" دعوة "استري روحك" من أجل "المطالبة بحرية المرأة للسباحة بلباس البحر من قطعتين (البيكيني).
وقالت إن وسائل الإعلام الفرنسية تعتبر مطالبتها ردّا على ما سمته "الإسلام المتطرف" ونفت أي وجود لحادثة نزول فتيات للشواطئ بالبيكيني ضمن حملة منظمة.
Mes copines bonoises sont sur la place. .Ne lâchez rien, fière de ma ville. Annaba ❤❤👄 pic.twitter.com/Mg7Sa5eE7X
— MorganToMe (@Morgan2Me) July 12, 2017
وحمل ناشطون جريدة "لوبروفونسيال" المحلية، الناطقة بالفرنسية، في مدينة عنابة شرق الجزائر، مسؤولية نشر معلومات عن حملة لا وجود لها، على حد وصفهم.
وانقسم المتفاعلون مع الحملتين على شبكات التواصل الاجتماعي بين مؤيّد لـ"دعاة الالتزام" بدعوى أن المجتمع الجزائري مسلم ومحافظ، وآخرين أيّدوا "ثورة البيكيني" بدعوى أن الحرية الشخصية مكفولة للجميع ولا يحق لأحد التدخل في الحياة الشخصية للآخرين.
المصدر: أصوات مغاربية