"أنا خديجة الهاربة من جحيم الرعب في بلدي، رمتني الأقدار في بلد لا أعرفه ولا يعرفني. أجلس اليوم ككل صباح في الشارع، أقتات على صدقات المحسنين.
أنا امرأة ككل البشر، وأكاد أنهار بسبب معاناتي، لكن أحاول أن أتماسك حفاظا على مشاعر ابنتي مريم، التي ولدت في مدينة تمنراست، جنوب الجزائر.
قطعت آلاف الكيلومترات بحثا عن الأمان، عبرت حدود بلدي النيجر إلى الجزائر، ورغم لجوئي لهذا البلد، نبقى، أنا وابنتي، بدون بيت يأوينا.
ابنتي مريم ذات الخمس سنوات تتحدث العربية، حلمي ألا تحمل عبء الهموم التي تثقل كاهلي، حلمي أن تنعم مريم بالتعليم، الاستقرار، ألا تفر، أن تشعر بالأمان في بلدها، أو في هذا البلد، حلمي هو حلم أمهات بلدي، ألا تعيش الأجيال القادمة تجربتنا.
أنا لا أعرف ما سيكون عليه الغد، وما سأكون عليه أنا ومريم. المستقبل غامض، والأيام متشابهة، ولا أمل في الأفق يواسينا، وأخشى ما أخشاه أن تتكرر مأساتي مع مريم".
(خديجة، الجزائر)