"أنا أكبر إخوتي، كنت مصرّة على إتمام دراستي والصبر على مشقتها، حتى أرفع من شأن عائلتي الضعيفة. والدي هو المعيل الوحيد للأسرة براتب زهيد لا يتجاوز 100 دولار تقريبا.
كانت الحياة تسير بشكل جيد ومبشّر في طريق تحقيق أحلامي. تحصلت على شهادة البكالوريا ودخلت الجامعة لدراسة التاريخ والحضارة، بينما كنت أستعد للسداسي الأخير من السنة الثانية، جرت الرياح بما لا تشتهي السفن. أصبت بتورم في الأرجل، ظننت الأمر بسيطا. أعطاني الطبيب مضادا للتورم، لكنه ضاعف الألم.
أجريت فحوصا وتفاجأت بكشف الطبيب إصابتي بفشل كلوي حاد، وكانت الصدمة. توقفت عن الدراسة، لأنني لم أعد قادرة على الذهاب للجامعة التي أصبح مقرها خارج المدينة.
بدأت عملية التصفية، كانت المصاريف تثقل كاهل أبي يوما بعد يوم. أنا ابنته الكبيرة وكان ينتظر مني أن أتخرّج وأحصل على عمل لأساعده على عبء تكاليف العائلة.
بحثت عن عمل بعد انقطاع الدراسة، لكن ما إن يكتشفوا مرضي يرفضون توظيفي، بدأت البحث عن إمكانية تسفيري إلى الخارج لعلي أحصل على عملية زرع كُلية، فهي الحل الوحيد لمعاناتي.
لي أمنية واحدة فقط: أن أُشفى حتى أعود إلى دراستي وأحصل على شهادة التخرج التي كدت أنالها لولا المرض المفاجئ".
(خديجة، موريتانيا)