مخلفات عملية إرهابية بالجزائر
مخلفات عملية إرهابية بالجزائر

غيّرت الجماعات المتطرّفة في الجزائر من استراتيجية عملها وتحرّكها ضمن رؤية جديدة فرضها سقوط داعش في العراق وسوريا وليبيا.

فقد نقلت قياداتها إلى منطقة الساحل، وأنشأت تحالفات جديدة مبنية على المصالح والمصاهرة، واكتفت بتواجد عناصر محدودة ومتفرقة في وسط الجزائر، بعدما خفّفت من حدة عملياتها الإرهابية التي كانت تنفّذها في منطقة القبائل.

وتؤكد العديد من المصادر المتابعة للشأن الأمني في الجزائر وجود 3 تنظيمات رئيسية و 4 كتائب إرهابية تشكّل ما يعرف بإمارة الصحراء.

هذه أخطر الجماعات

يعتبر مختار بلمختار الملقب بـ"بلعور"، المطلوب رقم واحد في منطقة الساحل الذي ينسّق حركية التنظيمات والقيادات الإرهابية، و حسب آخر دراسة أعدها المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية "ifri"، حول التنظيمات الإرهابية في الساحل ونشرها مطلع العام 2017، فإن بلمختار يحظى بنفوذ واسع في الساحل بعد تشكيله لتنظيم "المرابطون".

ويوضّح مخطط هيكلي نشره المعهد الفرنسي مطلع السنة الجارية  سلم القيادات لدى أبرز التنظيمات الإرهابية التي تنشط جنوب الجزائر وتشكل ما يسمى بإمارة الصحراء:

أولا: تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بقيادة "عبد المالك دروكدال".

ثانيا: تنظيم "المرابطون" بقيادة "مختار بلمختار" المدعو بلعور، الذي أسسه في أوت 2013

ثالثا: تنظيم إمارة الصحراء، ويقوده جمال عكاشة الملقب ب"يحيى أبو الهمام"، ويتألف من 4 كتائب دموية

هذا الخليط من التنظيمات الإرهابية اختار النشاط في الساحل، مستهدفا صحراء الجزائر، ومسجلا في نفس الوقت هجمات إرهابية عرفتها عدة دول مجاورة، فيما يستمد بقاءه من الطبيعة المفتوحة والتحالفات التي أقامها في ليبيا، بالتنسيق مع جماعات متطرفة هناك، حسب التقرير الفرنسي.

تاريخ من الإرهاب

كانت عملية قاعدة الحياة للغاز بـ "تيفنتورين" جنوب الجزائر يوم 16 يناير 2013، أول عملية إرهابية حاولت تسجيل حضور تلك الجماعات الإرهابية، تم خلالها رهن عدد من الأجانب وانتهت يوم 19 يناير 2013 بعملية أمنية نفذها الجيش الجزائري.

وفي 23 ماي 2013، نفذت جماعات متطرفة عملية ضد منجم لليورانيوم بـ "أرليت" و"أغادير" شمال النيجر.

​​وفي 14 يوليو 2014، نفذت جماعة متشددة عملية ضد دورية للقوات الفرنسية في "الموستارا" بمالي، ثم توالت الهجمات في غاو، والنيجر، وبوركينافاسو وساحل العاج.

في المقابل أنشأت الجزائر لجنة الأركان العملياتية المشتركة عام 2010، ومركزها مدينة تمنراست في الجنوب الجزائري، وقادت فرنسا عمليات عسكرية كبرى أبرزها عملية سرفال التي جرت في يناير 2013، وساعدت على قيام الأمم المتحدة بنشر قوات في العام نفسه بتلك المناطق.

​​كما دفع هذا التواجد الإرهابي، في المنطقة، فرنسا إلى إنشاء قوة الساحل التي تتشكّل من 5 آلاف جندي من دول مالي، بوركينافاسو، النيجر، موريتانيا، وتشاد، بينما تعمل الجزائر على مواجهة المخاطر الإرهابية في الجنوب والساحل، بالتنسيق مع دول المنطقة في إطار فضاء لجنة الأركان العملياتية المشتركة.

​​الضّعف يولّد الأطماع

و قال المختص في الشؤون العسكرية، الجنرال المتقاعد عبد العزيز مجاهد، في تصريح لـ "أصوات مغاربية" إن "الجماعات الإرهابية تركّز على النقاط الضعيفة، أين تكون الجغرافيا مفتوحة لتحقيق أهدافها، والقيام بعملياتها، مستفيدة ن عدة عوامل، أهمها أن التحكّم في الأمن غير متوازن".

و حسب المتحدّث"يوجد اليوم تحالف بين الجماعات الإرهابية وعصابات التهريب الدولي للمخدرات، وهي من تقوم بتهريب السلاح واختطاف الأجانب وبث الرعب والإرهاب، وهنا أتساءل: لماذا لم ينجح الإرهاب في السيطرة على الجزائر؟ طبعا لأن القوى الحية تصدّت له"

​​ويضيف الجنرال المتقاعد عبد العزيز مجاهد "هذا الأمر أكسب الجزائر إمكانية ردع القوى التي تحرّك الإرهاب، وساعدها في ذلك وجود مجتمع متجانس وموحد يؤمن بأن الإرهاب عدو الجميع."

التقرّب من مناطق الدعم

ومن جانبه يعتقد رئيس اللجنة الجزائرية الأفريقية للسلم والمصالحة، أحمد ميزاب أن "الجماعات الإرهابية تبحث عن الأريحية في ظل الاستراتيجية المطبّقة على الأرض، ولا ننسى أن الجيش الجزائري أطلق عمليات كبرى في مناطق الشمال، وفي كل مرة تنقل الجماعات الإرهابية عملياتها من منطقة لأخرى".

ويضيف المتحدث"في 2015 تم نقل العمليات الإرهابية إلى المدية، أمّا في سنة 2016 فنقلت بعض مجموعاتها إلى منطقة تيبازة"

​​ويضيف ذات المتحدث" نحن نتكلم عن تنام متزايد للقواعد الخلفية للجماعات الإرهابية في الساحل والحدود الشرقية، لأنه من الصعب أن يكون فيه مد ودعم وتوصيل للعناصر الإرهابية في الشمال نظرا لتواجد الأمن ، وبالعكس فإن الطبيعة الصحراوية للمنطقة تسمح للإرهابيين بالتقرب من مناطق الدعم اللوجستيكي."

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة