من أتباع الكركرية
من أتباع الكركرية

لا يتوقف جدل في الجزائر إلا ويبدأ آخر، فقد خمد لهيب ظاهرة النيران التي اندلعت طيلة هذا الصيف في الغابات ومعها حديث الأقليات من الشيعة إلى الأحمدية، قبل أن يثير ظهور طريقة جديدة في الجزائر تسمى الكركرية ضجة وسط الرأي العام المحلي.

ومن مدينة مستغانم الساحلية، شمال البلاد، نشر ناشطون صورا لجماعة ترتدي ألبسة لم يألفها الجزائريون، تعتمد على موزاييك من الألوان، أثارت شتى التعاليق، خصوصا بشأن الجهة التي تتبعها، والسر وراء الظهور غير العادي للأقليات والطوائف الدينية.

 من هم؟

تحت عنوان "يوم بألوان كركرية“، تناول محمد تاج الدين في صفحته على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك، استغراب الجزائريين من أتباع الطريقة الكركرية الذين سخروا من ألوان اللباس الكركري، واسمهم الذي "لا يعدو أن يكون لقبا عائليا".

 ورغم أنها قدمت من المغرب، إلا أن المدوّن تطرق إلى أول ظهور لها في مدينة مستغانم إبان فترة التواجد الفرنسي، أي في النصف الأول من القرن العشرين، على يد الشيخ أحمد العلاوي المستغانمي، المعروف بابن عليوة، أما اللباس فيعود حسب محمد تاج الدين للطريقة الدرقاوية، غير أنه ينتقد أسلوبهم في التصوّف ويرى فيه الكثير من "البدع" التي لم تكن في أصل الطريقة.

​​أما مدون آخر، فتحدّث عن ظهور طائفة جديدة من مستغانم تدعى "الكركرية" نسبة إلى مؤسّسها محمد فوزي الكركري، قادمة من المغرب الأقصى.

​​بينما أشار رشيد المسمى "تمسان" إلى أن مؤسسها هو عبد الله محمد فوزي الملقب "بالكركري"، وهو من مواليد، ،1974 تلقى تعليمه الابتدائي بالحسيمة بالمغرب، و الثانوي بمدينة تازة. 

​​مؤذّن وراء ظهورها

ومن "فيسبوك" إلى "تويتر"، تناول المغردون تداعيات ظهور الطريقة الكركرية، فذكرت بعض الصفحات أن مصالح الأمن في الجزائر، تحقّق في ظهور هذه الطائفة الجديدة التي أثارت انتباه الناس بألوان اللباس الذي يرتديه أتباعها، والتي يقف وراءها مؤذن متطوّع.

 فيما أشار آخرون إلى أن الجماعة الكركرية، جاءت من المغرب لزيارة ضريح سيدي لخضر في مستغانم، وذكر مغرّد أن عناصر هذه الطائفة تمارس طقوسها في مساجد الجزائر دون حسيب أو رقيب.

​​و ظهر شخص قال إنه يسمى موسى بلغيث في فيديو تداوله النشطاء، يتحدث فيه عن بيعته لصاحب الطريقة الكركرية محمد فوزي الكركري، وعن دخول ما أسماه "الخلوة المباركة"، وهي غرفة صغيرة ينعزل فيها المريد عن العالم الخارجي، ويذكر صاحب الفيديو أنهرأى فيها نورا برتقاليا من بين كل الألوان الأخرى.

​​وتطابقت جل التغريدات والتدوينات في منصات التواصل الاجتماعي، حيث أجمعت على غرابة الطائفة وملابس المنتمين إليها التي أثارت الكثير من التعاليق الساخرة، والأخرى التي دعت إلى حماية المساجد من الطوائف التي تظهر من حين لآخر في الجزائر.

ولم تخرج وزارة الشؤون الدينية عن صمتها الذي التزمته أمام مئات التساؤلات عن الهوية الحقيقية لهذه الطائفة أو الجماعة، إذا كانت دينا جديدا يظهر في الجزائر، أم طريقة صوفية كعشرات الطرق الموجودة في الجزائر؟

 

المصدر: أصوات مغاربية

 

مواضيع ذات صلة