تلاميذ جزائريون

يستعد التلاميذ بالجزائر للرجوع إلى حجرات الدرس، بمناسبة انطلاق الموسم المدرسي الجديد مطلع الشهر المقبل، والذي يصاحبه اعتماد ما عرف إعلاميا بمناهج الجيل الثاني، وهي مجموع المقررات الجديدة، التي اعتمدتها وزراة التربية في الجزائر، في إطار إعادة ترتيب المنظومة التربوية.

كما ستنطلق ذات الوزارة في اعتماد تعميم تعليم اللغة الأمازيغية في 38 ولاية، حسب آخر تصريح للأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، الهاشمي عصاد.

الأمازيغية وروح الدستور

وينتظر رئيس "جمعية أولياء التلاميذ ببلدية أولاد رحمون بقسنطية، امحمد سي سليمان، هذا الدخول "بتحفظ كبير" لما فيه من "استحقاقات كثيرة قد تربك المسار التعليمي للطلبة".

ويؤكد سي سليمان، في تصريح لـ" أصوات مغاربية"، أنه مع إحداث التغيير في مناهج التعليم التي تجاوزها الزمن، لكنه ينصح بـ"التريث قبل الانطلاق في تعميم اللغة الأمازيغية التي لا يرى فيها أولوية الآن".

أما الناشطة الأمازيغية، عبّة حياة، فتطالب بالتعجيل بـ"اعتماد اللغة الأمازيغية في كامل التراب الوطني، استجابة للدستور الذي يعتبرها لغة وطنية ورسمية إلى جانب اللغة العربية".

وإذ تستغرب تخوف البعض من تعميم تعليم هذه اللغة، ترى أن "الوقت قد حان لتصالح الأجيال الجديدة مع تاريخها الحقيقي" وتستطرد بالقول: "الأمازيغية لا تتعارض مع التطور".

مناهج الجيل الثاني .. القطيعة؟

وانتقد جزائريون المناهج التعليمية الجديدة، التي طرحتها وزارة التربية الوطنية، بسبب "تبنيها التوجه العلمي المحض على حساب التنشئة الدينية".

ومن الملاحظين من انتقد الطريقة التي أُعدّت بها مناهج الجيل الثاني، ورأى فيها "محاولة لإسقاط النموذج الغربي (الفرنسي على وجه الخصوص) على الواقع الجزائري".

و ساهم رفض أطياف ذات توجهات إيديولوجية داخل نقابات الأساتذة وجمعيات أولياء التلاميذ في كبح مشروع تجديد المدرسة الجزائرية، وتأجيل العمل بهذه المناهج الجديدة حتى الدخول المدرسي الجديد (2017-2018).

بيان رفض نقابات التربية لمشروع الجيل الثاني
بيان رفض نقابات التربية لمشروع الجيل الثاني

لكن من المهتمين بالشأن التربوي الجزائري من بارك إرادة الوزارة الوصية في تمكين المواد العلمية واللغوية على حساب ما يعرف بالجزائر بـ"التربية الإسلامية".

مدير الدّراسات الاجتماعية السابق بجامعة وهران، نجاح مبارك، أكد لـ" أصوات مغاربية" أن مناهج التدريس السابقة كانت تعتمد "إرضاء حوائج دينية على حساب التحصيل العلمي".

وإذ يثني مبارك اعتماد "رؤية مستبصره جديدة لتنشئة الأجيال اللاحقة"، يؤكد على ضرورة "إبعاد المدرسة عن كل ما هو سياسي".

من جانبه، يؤكد رئيس جمعية أولياء التلاميذ على مستوى ثانويات غرب الجزائر العاصمة، اسماعيل مجدوبي، أن اعتماد رؤية جديدة في صياغة الأسئلة و تحرير المحاضر "شجع التلاميذ والأساتذة على حد سواء على  تحقيق نتائج أفضل".

و إذ يؤكد استحسانه لاعتاماد مناهج الجيل الثاني هذه السنة، يرى مجدوبي "ضرورة التحلي بالصبر في انتظار النتائج المرجوة منها".

و يرى المتحدث أن مسألة التغيير الجذري للرؤية القديمة تتطلب "إيمانا قويا" للتخلص من تلك "القوى الخفية التي تريد إبقاء منظومتنا التروبية تحت نير توجهات سياسية ودينية، الطالب والتلميذ في غنى عنها".

التربية الدينية

وانتقدت بعض الدراسات العلمية المقررات السابقة، خصوصا تلك المتعلقة بالتربية الإسلامية، إذ خلصت إلى أن الخطاب الديني في مقررات التدريس، أضحى تحديا للتطور، ورجعية مبيّتة، "جعلت من جيل كامل من الجزائريين يرى في الدين الوازع الوحيد"، و هو "ما أبعده عن القيم الاجتماعية المدنية، و أصبح أهلا للتّجنيد من طرف الجماعات المتطرفة".

لكن الأمين العام للجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ،خالد أحمد، يرفض ما ذهب إليه منتقدوا المقررات الدراسية القديمة، و الرأي السائد حول إمكانية أن تكون البرامج التربوية وراء تصاعد التطرف في الجزائر".

"لا يمكن أن أوافقهم لأن نفس المدرسة أعطت للجزائر الدركي و الشرطي و الطبيب" ويردف أحمد "الأمر نسبي و لا يمكن قياسه بهذا الشكل.. ساعة ونصف من التربية الإسلامية لا تصنع متطرفين".

​​يشار إلى أن الوزيرة الجزائرية للتربية، نورية بن غبريت، تعرضت لحملة تشهير شرسة على جميع المستويات، بسبب تصورها الحداثي للمنظومة التربوية بالجزائر بدأت باتهامها بالعمالة وصولا إلى محاولة تأجيج الطلاب عليها، ثم انتهاءا بتسريب مواضيع الباكالوريا، خلال الموسم الدراسي السابق.

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة