يعتقد الكاتب الجزائري، المثير للجدل، كمال داود، أن أول خطوة يمكن اعتمادها في سبيل تجاوز ظاهرة الفكر المتشدد، هي أن يقتنع الناس جميعا بضرورة التعايش وتقاسم الحياة سويا، ويقول في حوار مقتضب مع أصوات مغاربية، أن عددا كبير من المتطرفين هم في الأصل ضحايا لهذا الفكر، قبل أن يؤكد أنه لا حل لهم سوى العيش في بيئة تتميز بالاختلاف.
نص الحوار:
قدمت مؤخرا روايتك "زبور" التي صدرت يوم 20 أوت الجاري، فماهو الجديد في هذا العمل الروائي الثاني بالنسبة لك؟
النص يركز على الكتابة، تحديدًا الرواية والكتابة واللغة، هذه الثلاثية التي تدور في فلك واحد.
لماذا يثير كمال داود الجدل في كتاباته مقارنة بكتاب آخرين؟
هذا السؤال يطرح على الذين يركبون موجة الجدل، بالنسبة لي ككاتب أتمنى دائما أن يكون هناك نقاش جاد حول أعمالي، فأنا في النهاية مؤلف روايات وقصص، تقرأها الناس، هناك من لا يقرأها، لأنه يملك أفكارا مختلفة، كما أن هناك من يكتب أشياء مختلفة مقارنة بما أكتب، وبالنسبة لي يهمني أن يكون هناك تبادل للآراء والأفكار.
ألا ترى أن هذا الجدل متعلق بعدم تقبل الأفكار التي تثيرها في مؤلفاتك وعلى أعمدة الصحف؟
ليست مسألة عدم تقبل أفكار، وإنما أراها "نظرة أحادية"، تريد أن تفرض على الناس طريقة تفكير واحدة وأن يقرأوا نفس الأشياء، وأن يرتدوا نفس الملابس. يريدوننا أن نعيش في قالب واحد، بينما أعتقد أن الجزائر هي بلد اختلاف وتعدد، لهذا يجب تقبل الآخر، فنحن مجبرون على ذلك لأجل إثراء الفكر والثقافة والأدب، وحتى الحياة اليومية بهذا الاختلاف.
سبق أن أصدر أحد المتشددين فتوى أهدرت دمك، هل تعتبر نفسك ضحية للفكر المتطرف؟
كل الناس ضحايا الفكر المتشدد، حتى المتشدد نفسه هو الضحية الأولى للأفكار التي يحمل. أنا مجرد تفصيل صغير في هذه الحكاية.
سبق أن صرّحت بأنك خائف على نفسك بعد صدور هذه الفتوى، فهل ما زال الخوف يلاحقك؟
لا أحب أن ألبس ثوب الضحية، فالإنسان يبرز بكتاباته وأفعاله وليس لأنه مهدد أو ضحية، كما لا أحب تماما أن أظهر في صورة المتضرر الوحيد. هناك من قاسى وتضرر أكثر مني، لا يمكنني أن آتي من آخر القائمة وأدعي ذلك، هذا عيب لن أفعله.
لو نختم هذا الحوار بكلمة عن التسامح والتعايش التي تنادي بها، فماذا تقول؟
الكلمة الأولى هي التسامح وليست الأخيرة (يضحك)، هناك مثل جزائري يقول "إما أن تفعل كما يفعل جارك أو تغيّر عتبة دارك"، شئنا أم أبينا لابد أن نعيش سويا، الناس الذين يريدون تقاسم هذا البلد معنا مرحبا بهم، أما أولئك الذين يريدون احتكار الجزائر لأنفسهم فلن نسمح لهم بأن يأخذوا حقنا في بلدنا، بكل بساطة.
المصدر: اصوات مغاربية