غسان سلامة رفقة فائز السراج
غسان سلامة رفقة فائز السراج

يحلّ الممثل الخاص الجديد للأمين العام الأممي ورئيس بعثة الدعم الأممية إلى ليبيا، غسان سلامة، يوم السبت 26 أغسطس بالجزائر في أوّل زيارة رسمية له، وفي أجندته لقاءات مع المسؤولين الجزائريين في مقدّمتهم وزير الخارجية عبد القادر مساهل، إذ من شأن هذه الزيارة أن تكون بداية لجولة مغاربية من أجل تثبيت حلول تتقاطع بين العواصم المغاربية لإنهاء الأزمة الليبية.

​​حلول الأمم المتحدة

وأفاد بيان للخارجية الجزائرية بأن الزيارة ستتطرق إلى "الوضع في ليبيا على ضوء التطورات الأخيرة التي شهدها البلد، والجهود المبذولة في إطار تطبيق الحل السياسي الذي بادرت به الأمم المتحدة، والذي يهدف إلى الحفاظ على سيادتها وسلامتها الترابية ووحدتها وتلاحم شعبها".

وحسب البيان دائما، فإن محادثات غسان سلامة مع وزير الخارجية عبد القادر مساهل ستتطرّق إلى "أهمية استعادة الأمم المتحدة لدورها الأساسي في قيادة النقاشات بين الأطراف الليبية".

كما أن “المحادثات المرتقبة ستشمل " الاستحقاقات القادمة على الصعيدين الدولي والإقليمي من أجل التوصل إلى حل دائم للأزمة التي يشهدها هذا البلد الشقيق والجار إلى جانب استتباب السلم والأمن والاستقرار".

المبعوث الأممي في ليبيا، غسان سلامة
المبعوث الأممي في ليبيا، غسان سلامة

​​زيارة المسؤول الأممي للجزائر تأتي أيضا في ظرف يتّسم بغياب حلول ومبادرات سياسية قوية في الأفق، بعدما عجزت كل الوساطات الإقليمية والعربية عن فتح الأبواب الموصدة في وجه الحلول الممكنة للقضية الليبية.

حلول مغاربية

ويقول الباحث السياسي محمد باشوش إن "زيارة سلامة هي بداية لجولة مغاربية، وأعتقد أنها تتويج لمجهودات الجزائر، كما أتوقّع أن المبعوث الأممي سيعمل على ترك المبادرة للأطراف المغاربية لتفادي السباق بين عواصم المنطقة، وأن رهان المبعوث الأممي هو إقناع الدول المغاربية بأن تتقاطع حول مفاتيح الحل الموجودة في ليبيا".

 ويضيف المتحدّث في تصريح لـ"أصوات مغاربية" أن “الانقسام الليبي يتغذى من تدخل الأطراف الخارجية التي تزيد من إطالة أمد النزاع في الجارة ليبيا، لذلك من مصلحة كافة الأطراف التخلي عن السباق الذي يعمّق من الأزمة في المنطقة".

دور مخترق!

لكن في حقيقة الأمر، فإن دور الأمم المتحدة أصبح شكليا، بحسب المحلل السياسي عبد الرحمن بن شريط، الذي أوضح لـ"أصوات مغاربية" أن "دور الهيئة الأممية أصبح مخترقا، وقد أثبتت هذه الهيئة فشلا ذريعا في حل الأزمات المتعددّة التي تعرفها المنطقة العربية".

​​وعن ثمار الزيارة المرتقبة، فإن عبد الرحمن بن شريط أظهر تشاؤما كبيرا اتجاه ذلك، حيث قال: "أرى أنها زيارة شكلية لا نتوقع منها الكثير، مادام الملف الليبي بيد آخرين، وأعتقد أن التدخل السافر من قبل القوى الأجنبية هو الذي أفسد الحلول الممكنة في المنطقة، خصوصا الحل الجزائري الذي يرى أن الأطراف الليبية لابد أن تحتكم إلى شرعية الانتخابات".

تفاؤل

ومن جهة أخرى، يرى الباحث والمحلل السياسي محمد قنطاري أن “المبعوث الأممي هدفه جمع شمل الليبيين وفض النزاعات بين القبائل والعشائر، وذلك حفاظا على الوحدة الترابية في ليبيا".

ويؤكد ذات المتحدّث أن "التدخّلات الخارجية تخدم مصالح القوى المتصارعة هناك، والخلاف بين حكومة سراج وحفتر يتطلب تدخلا أمميا من أجل التوافق داخل البيت الليبي والتوصل إلى انتخابات ديمقراطية هناك".

ويشير محمد قنطاري إلى أن " الأمم المتحدة لم تسع للتدخل السريع في ليبيا، لكنها كانت تتريث من أجل قراءة الوضع في المنطقة، وبالنسبة للجزائر فإن علاقتها تاريخية مع ليبيا ودورها في إرساء الاستقرار والسلم لا يستغنى عنه، لأنها لم تتدخل مع أي طرف ضد طرف آخر في ليبيا وهي الحارس الأمين في المنطقة، خصوصا أنها تحظى باحترام العشائر".

ويتطلّع المراقبون سواء في الأمم المتحدة أو باقي الكيانات الإقليمية والدولية إلى نجاح المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، في إرساء قواعد اتفاق قوي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة، ويعيد إلى ليبيا استقرارها الذي من شأنه أن يحدّ من مخاطر الهجرة السرية، وتنامي دور الجماعات المتطرفة التي تستغل الفوضى الأمنية لبث المزيد من التوتر داخل ليبيا وعلى حدود دول الجوار.

 

 

المصدر: أصوات مغاربية

 

مواضيع ذات صلة