Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

الصورة: أرشيف
الصورة: أرشيف

قد تعبر عن موقف معين يضعها في مواجهة مع الرجل، فإذا ببعض الأصوات الذكورية تتعالى ردا عليها.

ليس بالتعبير عن رأي مختلف مع طرح حجج معينة بهدف الإقناع، ولكن بمحاولة التقليل من شأنها بوضع القضية الأساسية جانبا ومحاولة التغطية عليها بمواضيع تخوض في شكلها، لباسها، وحياتها الخاصة.

الظاهرة التي تستهدف بالخصوص المناضلات الحقوقيات والفاعلات الجمعويات، ظهرت بقوة مؤخرا عندما خرجت مجموعة من النساء في المغرب  للمشاركة في وقفة احتجاجية ضد مختلف أشكال العنف الجنسي الذي تتعرض له المرأة، وذلك على إثر واقعة "فتاة الحافلة".

"الخايبة" (البشعة)، "البايرة" (العانس)، "المرجلة" (المسترجلة)، هذه بعض الصفات القدحية  التي يواجه بها بعض الرجال النساء الحقوقيات والجمعويات الأمر الذي تراه كثيرات منهن تعبيرا عن عجز أولئك عن مواجهتهن بالفكرة والحجة التي ترد على طرحهن.

​​مناهضة المساواة

الناشطة الحقوقية والرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، خديجة الرياضي، ترى أن هذه الظاهرة "ليست جديدة".

وحسب الرياضي فإن هذا الأمر بدأ مع ولوج النساء العمل النقابي والجمعوي وغيرها من المجالات التي تعبر فيها عن آراء ومواقف معينة.

وتبرز الرياضي في تصريحها لـ"أصوات مغاربية" أن النساء خاصة المناضلات الحقوقيات كان يتم "التهجم عليهن ليس انطلاقا من تصريحاتهن ومواقفهن بل انطلاقا من حياتهن الشخصية بالتنقيص منهن والمس بكرامتهن ومحاولة خلق مشاكل لهن في وسطهن العائلي".

وتتابع المتحدثة موضحة أن النساء يتعرضن لهذا النوع من الهجوم بالخصوص "حين يزعزعن القيم السائدة ويحاولن تغييرها أو يؤدي وجودهن إلى التأثير فيها وخلق أسئلة حارقة وغير مسبوقة وسط المجتمع".

وحسب الرياضي فغالبا ما يتم في هذا الهجوم "استعمال القيم المناهضة للمساواة لإرجاعهن إلى ما يعتبره المجتمع مكانهن الأصلي والأدوار النمطية والتقليدية التي يرى أنها خاصة بهن".​

​​سلاح العاجز

الحقوقية فوزية عسولي، من جانبها، ترى أن مهاجمة المرأة التي تطرح قضية أو فكرة معينة للنقاش من منطلق شكلها أو أمور تهم حياتها الشخصية "ينم عن فراغ معرفي لدى من يلجأ إلى ذلك الخطاب".

وتوضح عسولي فكرتها بالقول "الأمر أنه حين لا تكون متفقا مع ما يطرحه الآخر من أفكار وتكون عاجزا عن الإقناع وإيجاد السند الذي تبني به خطابك المعارض تبحث عن أساليب أخرى وتتوجه إلى ما هو شكلي لتحريف النقاش".

وتضيف الرئيسة السابقة للرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة أن "الجهل وعدم التمكن من المعرفة لمعارضة الطرف الآخر عن دراسة وعن معرفة علمية وإحاطة بالموضوع يؤدي إلى تحويل النقاش إلى القدف والسب والتحريض على العنف والكراهية".

وتتابع المتحدثة تصريحها لـ"أصوات مغاربية" مبرزة أن هذا الأمر يكشف "المستوى المتدني لوسائل التنشئة الاجتماعية" التي ترى أنها "لا تنمي العقل والنقد واحترام الاختلاف".

​​خايبة..وماذا بعد؟

الناشطة السياسية والنسوية الشابة، سارة سوجار، تعتبر أن هذه الظاهرة تعكس "انحدرا قيميا يعرفه المجتمع".

وحسب سوجار "فحين تتمكن المرأة من فرض نفسها وإيصال صوتها يصعب على المجتمع تقبل الأمر"  فهو ينظر إليها "ككائن ضعيف ليس له سلطة ولكنها فجأة تتمرد"، مضيفة أنه "حين يتمرد شخص في ظل منظومة لا تتوقع تمرده تتم مواجهته بذلك الشكل".

وتتابع المتحدثة تصريحها لـ"أصوات مغاربية" موضحة أن مواجهة المرأة بذلك الشكل مرده أن من يهاجمونها "يعرفون بأن مطلبها مشروع ولكن لأنهم لا يمكنهم القبول به ولا مناقشته يذهبون في اتجاه فتح نقاشات بعيدة عن السياق".

وتذهب سوجار في حديثها حد مسايرة ذلك الخطاب بالتساؤل "بشعات، عوانس، مطلقات..ماذا بعد؟ لنفترض أنني هكذا أليس من حقي الخروج للاحتجاج والتعبير عن رأيي؟".

وترى المتحدثة أن أفضل طريقة لمواجهة هذا الأمر هي بـ"التجاهل والاستمرار في العمل" مؤكدة على أن "المرأة الواثقة من نفسها والمقتنعة بمطالبها ليس عليها أن تنجر لهذا النقاش".

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة