"كنت أكثر زملائي نشاطاً ووسامة، أتنقل بين مدينتي والعاصمة طرابلس دون كلل، على حسابي الخاص، مصمماً على إنجاح النادي الذي أسسته مع آخرين بعد جهد مظنٍ، أطلقنا عليه اسم نادي المستقبل بالجميل، إبان حقبة الملك إدريس السنوسي، وكان من أوائل الأندية الرياضية في ليبيا.

قصص كثيرة عشتها مع النادي، أذكر في مهرجان الربيع عند زيارة معمر القذافي للمنطقة، كنت حينها المسؤول الإعلامي للنادي، وكانت زيارته حدثا كبيرا بالنسبة لنا فحلمنا بتكبير النادي وإنجاح هذا الحلم، إلا أن عادات الناس في ليبيا كانت التحدي الأكبر، فالأهالي كانوا يعلمون أبناءهم رعي الأغنام، ولم يكونوا حتى مهتمين بإرسال أبنائهم للمدارس، فما بالك بالنوادي الرياضية.

على مدى سنوات عشت خيبات أيضا، أنفقت كل مدخراتي لإنجاح هذا الحلم، دون أن أي عائدات أو أرباح، ولم تكن لي أي طموحات أن أصبح رئيسا للنادي، إلاّ أن كثيرين رشحوني لتولي هذه المهمة، لأنني كنت من المتعلمين القلائل ناهيك عن معرفتي الكبيرة بهذا المشروع وأدق تفاصيله.

اليوم وبعد تقدم سني، لم أعد أحظى بنفس الاهتمام، ولم أعد الأيقونة التي كنت في منطقتي، وأصبحت الأندية الرياضية كغيرها من المشاريع الاستثمارية الربحية، ففقدت تلك الروح التي زرعناها في "نادينا" عند تأسيسه".

(محمد الحداد، ليبيا)

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة