واجهة التطبيق
واجهة التطبيق

تغمر السعودي زين العابدين توفيق حماسة فائقة وهو يتحدث عن تطبيق "صراحة" الذي قام بتصميمه واستطاع في فترة زمنية قصيرة أن يحظى بشعبية كبيرة، مسلطا الضوء على الصناعة التكنولوجية الناشئة في المملكة.

وبدأ توفيق تصميم التطبيق الذي يسمح بتوجيه رسائل من دون الكشف عن هوية المرسل، العام الماضي من خلال وظيفته كمحلل أعمال قبل أن يطلق الخدمة الذكية التي جرى تحميلها على آلاف الهواتف عبر العالم، رغم التحذيرات التي رافقتها من احتمال ورود تعليقات مسيئة وحصول انتهاكات للخصوصية.

ويقول الشاب (29 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية إن تطبيق "صراحة" هو بمثابة "صندوق اقتراحات رقمي"، معتبرا أن إخفاء هوية المستخدمين يجعل التعليقات والآراء أكثر قساوة وقربا إلى الحقيقة.

ويوضح "الهدف هو رد الفعل، رد الفعل من شخص مجهول الهوية".

ويشجع التطبيق مستخدميه على توجيه "رسالة بناءة" لا يمكن للمتلقي أن يرد عليها، بل أن يتشاركها على وسائل التواصل الاجتماعي، أو أن يقوم بمنع المرسل من توجيه رسائل أخرى إليه.

ويملك التطبيق قاعدة ضخمة من المستخدمين تضم نحو 85 مليون شخص، متفوقا في لائحة التطبيقات الأكثر شعبية في بعض الدول على تطبيقات أخرى لطالما اعتبرت الأكثر استقطابا لمستخدمي الهواتف الذكية، وبينها "أنستغرام" و"سنابتشات".

إنجاز الكثير

يسلط النجاح الكبير للتطبيق السعودي الضوء على قطاع الابتكار التكنولوجي والمبادرات الفردية ورواد الأعمال في وقت تشهد المملكة فيه تحولا تاريخيا في اقتصادها بهدف تقليل الاعتماد على النفط عبر عدة وسائل بينها دعم المشاريع الصغيرة والواعدة.

ويرى نواف الصحاف الرئيس التنفيذي لبرنامج "بادر لحاضنات ومسرعات التقنية" المدعوم حكوميا أن نجاح تطبيق "صراحة" يؤكد أن "المشاريع الناشئة السعودية يمكن أن تنجز الكثير إذا ما تمت مساندتها بطريقة صحيحة".

وتقوم السلطات السعودية بتشجيع الشركات الخاصة والمبادرات الواعدة في إطار خطة تنويع الاقتصاد التي تحمل اسم "رؤية 2030" والتي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وكانت شركة "ليب فانتشرز" التي تقدم الدعم للأفكار الواعدة ومقرها بيروت اعتبرت العام الماضي أن تراجع أسعار النفط يجب أن يتزامن مع دعم قطاع الأعمال الناشئة، متحدثة عن نمو متواصل في قطاع تكنولوجيا المعلومات والابتكارات في المنطقة.

وإلى جانب "صراحة"، استقطبت تطبيقات سعودية أخرى بينها تلك التي تتيح للمستخدم طلب مساعدة مباشرة لدى تعطل سيارته، أو تلك المتخصصة بطلب الطعام، الشركات والمؤسسات التي تعنى بدعم المشاريع الناشئة.

 أكثر صعوبة 

يقول توفيق إنه يجري محادثات مع أصحاب رؤوس أموال في الولايات المتحدة والصين وفي العالم العربي، من دون أن يكشف عن تفاصيل إضافية، ردا على المشككين في إمكانية أن يدر هذا التطبيق المال.

في بعض المجتمعات العربية، لجأ مستخدمون للتطبيق للتعبير، بطريقة سرية، عن إعجابهم أو حبهم لشخص آخر، لكن التطبيق جرى استغلاله أيضا من قبل شركات للحصول على ردود فعل تستفيد منها، وحتى من قبل علماء نفس لتناول مواضيع حساسة مثل الصحة الجنسية، كما حدث في بومباي.

وتعرض التطبيق للانتقادات جراء ذلك، واتهم أيضا بنسخ معلومات المستخدمين، إلا أن توفيق نفى ذلك وأكد أنه سيقوم بتعديل بعض خصوصيات "صراحة" في المستقبل.

ويقول "أظن أن حالة إساءة واحدة خطرة بما فيه الكفاية. لن أفصح عن الطريقة، لكنني أعمل على جعل عمل المسيئين أكثر صعوبة".

 

المصدر: خدمة دنيا

مواضيع ذات صلة