"أنا ابن أوباري في الجنوب الليبي، عمري 24 ربيعا، جئت لمدينة مصراتة بحثا عن لقمة عيش، وجدتها في بيع الشاي والمكسرات على الطريق.
أجني في الشهر حوالي 300 دولار، نصفها يذهب لعائلتي في أوباري، وما يبقى، أسد به حاجياتي وتكاليف إيجار السكن الذي أتقاسمه مع أصدقائي في مصراتة.
تركت دراستي بعد ثورة 17 فبراير، وعندما قررت الرجوع إلى الثانوية لم يسمحوا لي بذلك، بسبب عمري الذي تجاوز السن القانونية، فقررت الذهاب إلى طرابلس، وعملت بشركة للمشروبات لمدة عام، لكن بسبب الحرب في طرابلس عام 2014، قررت الانضمام إلى إحدى الكتائب لكسب المال.
شاركت في الحرب ضد داعش في سرت، وبعدما انتهت الحرب. كنت انتظر مرتبا أو مكافأة، لكن بسبب عدم حيازتي رقما وطنيا، حرمت من المكافأة.
أنا شاب تم استغلالي في الحرب مع الكتائب المسلحة، ولم أتحصل على عمل ضمن مؤسسات الدولة، وأحلم بالعيش كأي شاب ليبي آخر، افتح بيتا وأتزوج، وأشتغل بمرتب يبقيني على قيد الحياة، لكن كل ذلك يبدو مستحيلا هنا، لعدم وجود استقرار في بلدي.
(جمال، ليبيا )