الفريق أحمد قايد صالح (وسط)
الفريق أحمد قايد صالح (وسط)

رد الجيش الشعبي الوطني بصرامة على بعض الشخصيات الجزائرية التي طالبته بالتدخل "من أجل دفع الرئيس بوتفليقة إلى ترك منصبه بسبب مرضه، وضمان نزاهة انتخابات رئاسية سابقة لأوانها"، معتبرا (الجيش) ذلك "مطالبة صريحة بالانقلاب على الشرعية".

وفي افتتاحية العدد الأخير من "مجلة الجيش"، التي تصدرها دوريا المؤسسة العسكرية، شددت هذه الأخيرة على الآتي: " لكل من يطالب، سرا أو جهارا أو ضمنيا، بالانقلابات العسكرية، نذكره بما قاله السيد الفريق نائب وزير الدفاع الوطني قايد صالح: سيظل جيشنا، جيشا جمهوريا ملتزما بالدفاع عن السيادة الوطنية وحرمة التراب الوطني، حافظا للاستقلال، جيشا لا يحيد أبدا عن القيام بمهامه الدستورية مهما كانت الظروف والأحوال".  

فهل تمكنت الجزائر فعلا من كسب رهان إبعاد الجيش عن السياسة؟ وهل انتهى الصراع بين بوتفليقة والمؤسسة العسكرية؟

"مؤسسة سياسية"

رفض الإعلامي و المحلل السياسي، فيصل مطاوي، فكرة كون "المؤسسة العسكرية ابتعدت عن السياسة"، ويرى بأن التصريحات الإعلامية الأخيرة لقائد أركان الجيش، الجنرال أحمد قايد صالح، "ليست إلا محاولة من أجل تجميل صورة جيش انقلب على الشرعية مرارا منذ الاستقلال".

في هذا الصدد، ذكّر مطاوي بـ"انقلاب الجيش على الرئيس بن بلة سنة 1965، ثم إرغامه الرئيس الشاذلي بن جديد على الاستقالة سنة 1992، بالإضافة إلى الاتهامات التي طالته من طرف المجموعة الدولية، والمتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان خلال العشرية السوداء".

وأوضح المصدر ذاته، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن الجزائر "تحاول إعطاء صورة إيجابية عن الوضع العام، وإظهار تناغم في الرؤى بين الرئاسة ومؤسسة الجيش في سياق ارتفاع أصوات مطالبة بتنحية الرئيس".

وبخصوص تصريحات الجنرال قايد صالح، التي أكد فيها "احترام الجيش للشرعية"، اعتبر مطاوي أنها "موجهة للاستهلاك الإعلامي فقط"، واستطرد بالقول: "المؤسسة العسكرية تنتظر الإجماع السياسي حتى تتحرك في اتجاه تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة".

من جانبه، ​​قال العقيد السابق في الجيش الجزائري، أحمد عظيمي، إن المؤسسة العسكرية، ومنذ استقلال الجزائر، "كانت دائما تتدخل في السياسة، كما أن مهام القيادة العسكرية كانت تتداخل مع المهام السياسية، على اعتبار قيادات الجيش هي أيضا كوادر بجبهة التحرير الوطني".

المنعرج

وأوضح العقيد عظيمي، في حديثه لـ"أصوات مغاربية"، أن "خُمس اللجنة المركزية في حزب جبهة التحرير الوطني، كان من القيادات العسكرية، وكان وجودهم طبيعي، على اعتبار أن رجالات السياسة آنذاك كانوا من الثوار الذين حققوا الاستقلال".

أما بخصوص ما يتداول عن "تمكن بوتفليقة من إبعاد الجيش عن الشأن السياسي" قال العقيد إن "الأمور بدأت تتغير عندما ساند الجنرال الراحل محمد لعماري المرشح علي بن فليس، في حين ساند قائد المخابرات الجنرال توفيق بوتفليقة في سباق رئاسيات 2004".

النهاية!

"لقد رحلت أغلب القيادات العسكرية الثقيلة مثل تواتي، وفضيل شريف، وقنايزية، وهو ما ساعد بوتفليقة على إبعاد المؤسسة تدريجيا عن السياسة"، هذه هي قناعة  العقيد السابق في الجيش الجزائري، أحمد عظيمي، والذي أكد أن " آخر مسمار دق في نعش المؤسسة العسكرية، كان إعادة هيكلة جهاز المخابرات، وإلحاقه بالرئاسة، ثم  إحالة الجنرال توفيق على التقاعد سنة 2015".

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة