إلى جانب الأعياد الدينية والوطنية، يحتفل الجزائريون بأعياد ومناسبات أمازيغية كل سنة، لا يزالون متمسكين بها، ورثوها عن أجدادهم منذ قرابة ثلاثة آلاف عام، ولكل عيد ومناسبة منها موعد ومعنى.
"أصوات مغاربية" تعرفكم على أبرز هذه الأعياد والمناسبات.
1.ينّاير
هذا هو رأس السنة الأمازيغية الجديدة، التي بلغت حاليا 2967. وهو العيد الأول والرئيسي لدى الأمازيغ في الجزائر وفي المنطقة المغاربية كلها. يحتفلون به يوم 12 أو 13 يناير ببداية السنة الأمازيغية، ويُنطق باللغة الأمازيغية هكذا "أسغاز أمغاز".
تقول الروايات التاريخية إن الاحتفال به جاء بمناسبة انتصار الملك الأمازيغي ششناق على الفراعنة سنة 950 ق م، وحكم بذلك بلاد مصر. ويرى الأمازيغ أن هذا اليوم هو يوم التضحية والنضال والدفاع عن الأرض، فيما تقول روايات أخرى إنه يعني بداية السنة الفلاحية، فيستبشرون بموسم كثير الغلة، ويباشرون سنتهم بالاحتفال، فيعدّون فيه أطباقا أساسها ما تخرجه الأرض من قمح وخضروات.
2.الوزيعة
هي مناسبة تضامنية اجتماعية تُنطق بالأمازيغية "ثيمشراط"، وتدل على التكافل الاجتماعي والإحساس بالفقراء والمحتاجين.
تحتفل بها كل المناطق الأمازيغية في الجزائر، تقريبا، موعدها المناسبات الدينية الكبرى كشهر رمضان وعاشوراء والمولد النبوي، وأيضا في رأس السنة الأمازيغية.
بهذه المناسبة، يجمع أبناء القرى الأموال، ويشرف على العملية الأعيان وكبار السن، وتُشترى الأبقار، وتُذبح ويوزع لحمها على العائلات الفقيرة كل حسب عدد أفرادها.
3.شاو الربيع:
هي احتفالات بقدوم فصل الربيع وبداية جني بعض الغلات، وتنتشر في مناطق برج بوعريريج وسطيف شرق الجزائر، على وجه الخصوص، وتعني "شاو الربيع" باللغة العربية "مطلع فصل الربيع".
تخرج العائلات، في 21 مارس من كل سنة، إلى الطبيعة الخضراء وتصطحب معها الأولاد الصغار ليستمتعوا ويلعبوا، ويمكثون حتى المساء، يتناولون خلالها أطباقا تقليدية يحضرونها بالخضروات بالإضافة إلى الخبز المعدّ في المنازل من القمح والشعير وزيت الزيتون وحلوى المبرّجة أو البراج، التي تصنع من السميد والزيت أو السمن والتمر المعجون. والمناسبة دليل آخر على تمسك الأمازيغ بالأرض وحبهم لها.
المصدر: أصوات مغاربية