Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

أطفال في فصل دراسي

تستعد الآلاف من العائلات التونسية للعودة المدرسية أيام قليلة، من خلال شراء مستلزمات الدراسة وسط شكاوى عديدة تفيد بارتفاع كلفة العودة، مقابل تدني القدرة الشرائية للمواطن.

وخلال السنوات الأخيرة أصبحت مجانية التعليم مجرد مصطلح لا أثر له على أرض الواقع، وفق ما ذكره الأستاذ الجامعي والباحث، شهاب اليحياوي في تصريح لـ"أصوات مغاربية".

​​تكلفة باهضة

وفق تقديرات المعهد الوطني للاستهلاك، أنفقت العائلات التونسية على الدخول المدرسيي للسنة الفارطة، حوالي 173 مليون دولار (420 مليون دينار تونسي)، وبخصوص هذه السنة أفاد رئيس المعهد طارق بن جازية، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، بأن المعهد بصدد دراسة هذه التكلفة من خلال رصد أسعار مستلزمات العودة الدارسية هذه السنة.

ومن جهته، ذكر الأستاذ الجامعي شهاب اليحياوي أن التعليم في تونس أصبح مكلفا نظرا لارتفاع أسعار الأدوات المدرسية واشتراكات النقل وإلزامية الدروس الخصوصية.

​​وقال اليحياوي: "مع الأسف مجانية التعليم أصبحت مجرد مصطلح فارغ، لكن الحقيقة في المقابل تكشف أن التعليم مكلف للغاية".

وفي السياق نفسه، ذكر الخبير في الإصلاح التربوي، الدكتور محمد بن فاطمة أن المدرسة أصبحت عبئا على الأسر المتوسطة والفقيرة، لما تتطلبه العودة من توفير عدد كبير من الدفاتر والكتب والمستلزمات الأخرى.

​​ورأى بن فاطمة، في حديثه مع "أصوات مغاربية"، أن إمكانية التقليص في مصاريف المدرسة أمر ممكن، من خلال إجراء إصلاح تربوي جدي ينظر في ارتفاع عدد الكتب المدرسية، وبالتالي ارتفاع مستلزماتها من كراسات وغيرها ويخفف العبء على الأسرة والتلميذ كذلك. 

​​النجاح مرتبط بالمادة

ورغم سعي الأسر التونسية لتأمين عودة أبنائها للدراسة إلا أنها، وفق تقدير ، ينفقون أموالهم دون نتيجة.

ويوضح رئيس جمعية الأولياء والتلاميذ، رضا الزهروني، أن ارتفاع تكلفة العودة المدرسية ومستلزمات التعليم لا يقابلها تقديم خدمات جيدة، مشيرا إلى أن 70 بالمئة من التلاميذ لم ينجحوا السنة الماضية.

ويرى المتحدث أن المدرسة التونسية ينجح فيها من له إمكانيات مادية تسمح لأبنائه بمزاولة الدروس الخصوصية، على عكس العائلات الفقيرة.

وقال الزهروني: "أكبر دليل على ذلك خارطة النجاح والتميز في تونس، حيث تنحصر في المناطق الغنية والتي تتمتع بالتنمية، في حين أن المناطق الداخلية تكون فيها نسب النجاح ضعيفة".

​​ومن جهته، ذكر الأستاذ شهاب اليحياوي أنه مع بداية السنة الدراسية الجديدة تنطلق سوق الدروس الخصوصية، وحتى التلميذ المميز يجبر على تلقي هذه الدروس.

وأضاف المتحدث "أن درجات النجاح والتميز أصبحت تشترى وتمنح، حسب القدرة المادية للولي".

من جانبه، أكد المستشار القانوني بمنظمة الدفاع عن المستهلك، أكرم الباروني، أنه مع اقتراب كل سنة دراسية جديدة يطرح السؤال، أي عودة مدرسية بأي تكلفة وتحت أي عنوان؟ نظرا لوجود عديد الإشكاليات المرتبطة بهذه العودة.

وذكر الباروني في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن التعليم العمومي الذي يعتبر فخرا ومكسبا يشهد تدنيا وتراجعا مستمرا خلال السنوات الأخيرة، مما اضطر الأولياء إلى الاتجاه نحو التعليم الخاص.

 

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة