حسب مؤشر القراءة العربي لسنة 2016، فإن متوسط القراءة في المغرب يصل إلى 9 دقائق في اليوم. رقم يبين الوضع المتأزم الذي تعيشه القراءة في هذا البلد المغاربي. 

ومن بين الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع بعض "الخرافات" التي يحاول البعض ترويجها في المجتمع حول القراءة، والتي جعلت منها ممارسة غير مرغوب فيها.

"قراءة الكتب تؤدي إلى الجنون"

هي لازمة يرددها بعض الأشخاص عندما يرون شخصا يمسك كتابا أو رواية في يده، زاعمين أن من يقرأ كثيرا سيُجن عاجلا أو آجلا، على اعتبار أن الأفكار التي توجد بين صفحات الكتب "شاذة وغريبة"، وقد تؤدي بقارئها إلى فقدان العقل. 

​​وفي الواقع، أثبتت الدراسات والتجارب أن القراءة يمكن أن تقلل من احتمال الإصابة ببعض الأمراض كالزهايمر وخرف الشيخوخة، وذلك بفضل مساهمتها في تنشيط الدماغ بشكل إيجابي، وتحفيز الخيال وإثراء اللغة وإغناء القدرات التعبيرية عند الإنسان. 

"القراءة تسبب الانحراف"

يدعي البعض أن القراءة يمكن أن تسبب الانحراف الفكري والعقائدي، وذلك لاعتقادهم أن الرواية أو الشعر أو الكتب الفكرية والعلمية تحوي أفكارا "منحرفة" قد تساهم في "الخروج عن الملة" وتبني سلوكيات انحرافية. 

​​فرض الرقابة على الكتب مهما اختلفت أفكارها عن المتعارف عليه ليس حلا لعلاج الانحراف الفكري، بل القراءة المستمرة والدائمة والحرة لكتب مختلفة هي التي تفتح العقول وتساعدها على الثبات والرصانة الفكرية. 

"الكتب موضة بائدة"

في ظل التطور التكنولوجي وانتشار ثقافة الفيديو والصورة، يعتقد البعض أن قراءة الكتب مجرد "موضة بائدة" ذهب زمنها ولم تعد لها أية قيمة. 

صحيح أن الانفتاح على التطور التكنولوجي شيء محمود، لكن الدراسات تؤكد أن لا شيء يضاهي الفائدة التي تمنحها ممارسة القراءة، فهذه الأخيرة لا تمنح القارئ صورا جاهزة، بل تحفز دماغه على الخيال وتجعله أكثر قدرة على الخلق والإبداع. 

القراءة ليست موضة، بل نشاطا يقاس به تقدم المجتمعات وانفتاحها. 

"القراءة تسبب مشاكل صحية ونفسية"

من بين المشاكل الصحية، التي يعتقد البعض أن القراءة تسببها، هي ضعف النظر، فإطالة النظر والتحديق في صفحات الكتب طوال الوقت بالنسبة إليهم، قد يسبب مشاكل للعينين، كما يمكن أيضا أن يؤدي إلى بعض الاضطرابات النفسية كالعزلة والانطواء. 

​​صحيح أن القارئ يفضل قضاء الوقت مع كتبه، ويعتبر الكتاب خير جليس، ولكن الأحكام التي يطلقها البعض حوله مبالغ فيها بشكل كبير. يقول  المخترع الأميركي الكبير توماس إديسون "المطالعة للنفس كالرياضة للجسم".

"القراءة مملة"

في كتابه  "27 خرافة شعبية عن القراءة"، يعرض الكاتب ساجد العبدلي بعض الخرافات والأفكار المغلوطة التي يحملها البعض في المجتمعات العربية حول القراءة. من بين هذه الأفكار أن "القراءة مملة". 

​​صحيح أن هناك كتبا مملة بالنسبة للبعض، لكن بالمقابل، نجد أيضا كتبا مشوقة. في هذا الصدد، يقول الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو: "حب المطالعة هو استبدال ساعات السأم بساعات من المتعة". 

​​

المصدر: أصوات مغاربية/ كتاب "27 خرافة شعبية عن القراءة"

مواضيع ذات صلة