كثيرون من لا يعرفون أن عددا من الملوك الذين حكموا المغرب الكبير كانوا من الأمازيغ، منهم من عاش في فترة ما قبل الإسلام، والبعض الآخر في فترة ما بعد دخول الإسلام إلى المغرب.
إليكم أبرز الملوك الأمازيغ الذين حكموا المغرب.
يوبا الثاني
هو ملك نوميدي حكم "مملكة موريطنية"، التي كانت تمتد من شرق الجزائر إلى شمال المغرب الأقصى.
ولد يوبا حوالي سنة 52 قبل الميلاد، وحسب كتاب "التاريخ المغاربي القديم" لمحمد الهادي حارش، فقد عُرف عنه اهتمامه بالثقافة والعلوم، حتى أصبح يمثل رمز الملك المثقف، وازدهر في عهده العلوم والفنون والعمران.
ونظرا لمكانته الثقافية والعلمية، نصبه القيصر "أوكتافيوس" ملكا على موريطينية الغربية، التي ظل حاكما لها طيلة 50 عاما في ظل الحماية الرومانية، حتى توفي عام 23 بعد الميلاد.
بعد وفاته، خلفه ابنه "بطليموس" الذي استطاع توحيد القبائل الأمازيغية وتشكيل معالم الدولة الأمازيغية الجديدة، إداريا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا. وقد سار على خطى أبيه، واستطاع تحقيق نهضة فكرية في المغرب والجزائر.
ماسينيسا:
حكم ماسينيسا المملكة الأمازيغية "نوميديا"، التي كانت تضم الجزائر وأجزاء من تونس وليبيا، حيث قام بتوحيدها واتخذ من سيرتا بالجزائر (قسنطينة اليوم) عاصمة لها، وعمل على تأسيس دولة أمازيغية قادرة على مواجهة التحديات الخارجية.
ولد ماسينيسا، الذي يعتبر واحدا من أشهر الملوك النوميديين، عام 238 قبل الميلاد، وتزعم قبائل الأمازيغ بعد أن انتصر على الملك "سيفاكس"، الذي كان يتولى الحكم آنذاك.
ظل هذا الملك الأمازيغي حاكما لمملكة "نوميديا" لما يقارب 60 عاما، استطاع خلالها، حسب كتاب "ماسينيسا أو بداية التاريخ" لصاحبه غابريال كامبس، تحقيق العديد من الإنجازات، من بينها بناء أسوار وحصون منيعة بعاصمتها، كما أنه قسمها إلى أحياء سكنية وأخرى تجارية، وفتح مرافق عمومية ودينية.
ماسينيسا هو أول ملك أمازيغي سعى إلى وضع حروف أبجدية أمازيغية، هي التي تسمى اليوم بـ "تيفيناغ".
يوغرطة:
ولد يوغرطة عام 160 قبل الميلاد بقسنطينة الجزائرية، وهو من أبرز الملوك الأمازيغ الذين تولوا عرش مملكة "نوميديا" الأمازيغية بعد جده ماسينيسا.
عُرف هذا الملك الأمازيغي بمواجهة الاستعمار الروماني لـ "نوميديا"، وكان معروفا أيضا بقوته البدنية وممارسته للفروسية. وقد قام المؤرخ الروماني "سالوست" بتأليف كتاب حوله بعنوان "حرب يوغرطة".
توفي يوغرطة عام 104 قبل الميلاد.
يوسف بن تاشفين
هو ملك وقائد أمازيغي مسلم، تولى الحكم في دولة المرابطين بالمغرب، واستطاع إنشاء إمبراطورية مغربية ضخمة تمتد من مملكة بجاية بالجزائر، مرورا بالمحيط الأطلسي إلى البحر الأبيض المتوسط شمالا وحتى السودان جنوبا.
ينتمي يوسف بن تاشفين لقبيلة لمتونة الصنهاجية، أي أن أصوله كانت أمازيغية، حسب ما ورد في كتاب "فقه التمكين عند دولة المرابطين"، لكاتبه علي محمد الصلابي.
زيري بن عطية
هو واحد من أبرز الملوك الأمازيغ. كان زعيما لقبيلة مغراوة الأمازيغية وهو مؤسس مدينة وجدة المغربية.
حكم زيرى قبيلة مغراوة ما بين 989 و1001 ميلادية، وهي إحدى قبائل زناتة الأمازيغية. وفي هذا الصدد، يذكر المؤرخ الفرنسي "غوتييه" في كتابه "ماضي شمال إفريقيا ، أن بن عطية هو من ألمع الشخصيات في قبيلة بني مغراوة، إذ "استطاع ضم مدينة فاس إلى حكمه. حين بسط الفاطميون سيطرتهم على أفريقيا، انضم زيري إليهم وأصبح من أشد أنصارهم ولاء، ثم انضم بعد ذلك للأمويين أصحاب الأندلس".
أبو بكر بن عمر اللمتوني
حكم أبو بكر بن عمر المغرب في عهد المرابطين، بعد أخيه الأمير يحيى بن عمر، وذلك بين العامين 448 و480 هجرية.
أبو بكر بن عمر من الملوك الأمازيغ الذين حكموا المغرب، إذ ينتمي إلى قبيلة لمتونة الصنهاجية.
استطاع أبو بكر اللمتوني الاستيلاء على سجلماسة وفتح بلاد أغمات وتادلة وتامسنا التاريخية.
المصدر: أصوات مغاربية / كتب تاريخية