"هذه اليد المتسخة، هي التي تُطعم أبنائي خبزا حلالا. لأجلهم أكدّ وأتعب، وأتحمل الروائح والأمراض التي تتربّص بي خلال تلميع التحف القديمة.

توقفت عن العمل وعدت إلى هذا المحل قبل ثلاثة أشهر. لم يكن هناك من حل آخر. لقد جربت البطالة وعملت بسيارتي في النقل غير الشّرعي وقمت بأعمال صغيرة أخرى. وبعد تفكير طويل، لم أجد طريقًا غير العودة من جديد رغم كل شيء.

​​إيجار محل هنا لا يقل عن 180 دولارا شهريًا. إنه مبلغ باهض! يتعيّن أن أجمعه دينارًا بعد دينار، قبل أن أشرع في تأمين حاجيات أبنائي وعائلتي.

الرزق قليل مع أنني أقضي ساعات طويلة في العمل على قطع نحاسية تصلني من عند الحرفيين المنتشرين في الجوار. أقوم بتلميعها قبل أن تُعرض للبيع. آخر محطة لهذه التحف عندي. من دوني لا يمكنها أن تباع.

عمري 47 عامًا، لا أخجل من هذا العمل، فهو يغنيني عن الحاجة والسؤال. أدعو الله فقط أن يبعد عنّي الأمراض".

 

(أحمد، الجزائر)

مواضيع ذات صلة