أحمد أرحموش
أحمد أرحموش

يعد رئيس الفدرالية المغربية للجمعيات الأمازيغية، أحمد أرحموش، من النشطاء الأمازيغ المغاربة الذين يريدون التأسيس لما يسمونه "حركة فكرية تدافع عن أصالة الشعب المغربي بتثبيت مقوماته الثقافية واللغوية".

في هذا الحوار، يتحدث أرحموش عن وضع الأمازيغية بالمغرب، بعد ست سنوات عن إقرارها لغة رسمية، والتوجهات الأيديولوجية التي تكبح تطورها.

هل أنت راض عن وضع اللغة الأمازيغية في المغرب؟

بالرغم من إقرارها لغة رسمية بدستور يوليو 2011، لا زالت الأمازيغية بالمغرب تعيش وضعا اختزاليا أقل من وضعيتها بدستور 1996.

نعيش استمرار الميز العنصري بسبب اعتماد أصحاب القرار لرؤى أيديولوجية تحكمية أنتجت الحصيلة السلبية للحكومة المنتهية ولايتها في ملف الأمازيغية، كما أن الحكومة الحالية تسير في النهج ذاته، ونحن نقترب من إقفال مدة سبع سنوات على إقرار الأمازيغية لغة رسمية للدولة.

لا اعتقد بأن الحزب القائد للحكومة والذي كان إلى زمن قريب ضد ترسيم اللغة الأمازيغية مستعد لاحتضانها والتفاعل معها. 

هل فعلا يعادي حزب العدالة والتنمية اللغة الأمازيغية؟ 

مرجعية الحزب المذكور ومذاهبه الفكرية الوهابية، لا زالت تستنير بمرجعية عرقية دينية ضيقة، ولعل تصريحات قيادييه خلال السنوات الست الماضية في موضوع الأمازيغية، وتكفير بعض أدرعهم لعدد كبير من نشطاء الأمازيغية، علاوة على سعيه لتدمير هذه الأخيرة من خلال برامج حكومته التشريعية والمؤسساتية والموضوعاتية، لدليل على كونه لن يتردد في إعلان حنينه واستراتيجيته لبناء الدولة الدينية العرقية.

وأعتقد أن شده بالنواجد على هذا المسار، ورفضه التزحزح نحو رؤى متنورة، الغاية منه توفير شروط لتسيد أيديولوجيته عبر تدمير نقيضها.

اعتبرت المنهاج الدراسي للسنة الجارية منهاجا عنصريا.. هل يقصي الأمازيغ وتاريخهم من المقررات؟

بكل تأكيد، والدليل في ذلك هو حصيلة رصدنا لسياسة الحكومة في مجال التعليم والتي تتميز بتراجع عدد التلاميذ ومدرسي الأمازيغية بشكل تدريجي منذ سنة 2012 من 517 ألفا إلى 312 ألفا، وانخفاض عدد المفتشين من 80 إلى 15 فقط سنة 2016، أضف إلى ذلك استمرار ضعف برامج تدريس الأمازيغية والتدريس بها، وحذف بعض الدروس بالأمازيغية وتحويل أساتذتها لتدريس اللغة العربية خلال الموسم 2015 و2016.

يجب التأكيد في هذا الصدد، على غياب تدريس الثقافة الأمازيغية وتنوير الأجيال المستقبلية بجميع مقوماتها التاريخية، خصوصا أنها تحمل قيما مكرسة للدولة الحديثة.

تدعون باستمرار للخروج من الجامعة العربية.. هل تريدون أن يصبح المغرب بلدا أمازيغيا فقط؟

أرى أن إعلان المغرب الانسحاب من جامعة الدول العربية سيكون له انعكاس إيجابي على الشعب المغربي بالنظر إلى (مضامين) دستور 2011 ذات الصلة بالهوية وإقرار اللغة الأمازيغية لغة رسمية ثانية للدولة، ومن جهة ثانية بالنظر إلى الأموال العمومية التي تضخ بخزينة الجامعة المذكورة من دون أية نتائج إيجابية.

أعتقد أن الجامعة العربية أظهرت فشلها الذريع في الرقي بالديمقراطية في الدول المنضوية تحتها، وفشلت في حل القضايا العالقة بين الدول الأعضاء.

كما أن الأمازيغ بجميع دول شمال أفريقيا غير معنيين بهذه الجامعة، باعتبارهم أولا أفارقة، علاوة على أجندتها الأيديولوجية الشوفينية والعرقية.

يقول الإسلاميون إنكم تحاربون العربية، ولاحقا سيأتي الدور على الإسلام.. هل هذا صحيح؟

كلام بأحكام قيمية تثبت عجزهم عن التفاعل الإيجابي مع مطالبنا وانتصارات الشعب المغربي، فمن يبيع الوهم للمغاربة ليس صعبا عليه أن يلوح بهذا الكلام غير المسؤول.

خطابنا ومطالبنا ومقترحاتنا تستمد شرعيتها من عمق تاريخنا، ومن كوننا نناضل من أجل مغرب متعدد، خلاف ما تنتجه الآليات السياسية والدعوية للحركات الوهابية.

بعض النشطاء الأمازيغ يقولون: الإسلام عقيدة الغزاة.. هل تؤيد هذا القول؟

الإسلام، أو عموما حرية المعتقد، ملك للأفراد، وجب حماية معتقداتهم بمزيد من الكفاح، لإبعاده عن التوظيف السياسي والأيديولوجي، وأعتقد أن منع تأسيس أحزاب سياسية على أساس الدين أو العرق أو الانتماء الإقليمي يجب أن يحسم فيه المشرع لتجنيب بلادنا مخاطر التعصب والكراهية والعنصرية.

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة