اتهمت فايزة السويسي المعلمة التونسية بمدرسة حي البحري بمحافظة صفاقس جنوب العاصمة مجموعة من الأشخاص بـ"تكفيرها".
يأتي هذا خلال افتتاح السنة الدراسية الحالية، لكن الاتهامات صنفتها المندوبية الجهوية للتربية على أنها "سلوكيات مرضية".
اتهامات بالإلحاد وتمزيق القرآن
وقالت السويسي، في تصريحات لـ"أصوات مغاربية"، إن "مجموعة لا أعرفها من المواطنين تجمهروا يوم الجمعة الماضي عند أبواب المدرسة ورفعوا شعارات مناهضة لشخصي، وتم اتهامي بالإلحاد وتمزيق القرآن ونزع حجاب التلميذات وغلق النوافذ لحظة رفع الآذان".
ونفت المعلمة، وهي ناشطة أيضا في الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات بصفاقس، "بشكل قاطع كل هذه الاتهامات"، مشددة على أنها سترفع دعوى قضائية ضد من تورّط في هذه الحادثة، مستندة في ذلك إلى بعض الشهادات ومقاطع الفيديو التي نشرت على الشبكات الاجتماعية.
ورجحت رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، منية بن جميع، في اتصال مع "أصوات مغاربية"، أن تكون السويسي "ضحية لنشاطها في المجالين الحقوقي والنسوي"، مؤكدة أن جمعيتها "تندد بكل أشكال العنف اللفظي والنفسي الذي مورس عليها".
"المعلمة تمثل مشكلة"
من جانب آخر، قال مندوب التربية بصفاقس، محمد بن جماعة، في تصريحات لإذاعة "ديوان أف أم" المحلية، إن "المعلمة فائزة السويسي أصبحت تمثل مشكلة في هذه المدرسة وأعاقت قيام الإدارة ببعض المهام".
وأردف بن جماعة أن "المعلمة تعاني من بعض المشاكل النفسية، لذلك سيتم نقلتها إلى مدرسة أخرى أو ستحال إلى التقاعد بسبب عدم قدرتها على التواصل مع زملائها".
ورفضت المعلمة فايزة السويسي هذه الاتهامات بشدة، مؤكدة تمسكها بالبقاء في منصبها بمدرستها الحالية.
الدولة التونسية مخيّرة بين المدنية أو التشدد
خيّرت روضة الطاهري، رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، فرع صفاقس، في تصريحات لـ"اصوات مغاربية "، السلطات التونسية بين "النهج المدني السلمي عبر الانتصار للناشطة فائزة السويسي أو دعم المسار الآخر الذي يتسم بالتشدد وانتظار أشكال أخرى من التصعيد من قبل الناشطين الحقوقيين".
ومن جهته، كتب الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: "قضية المربية فائزة السويسي ليست قضية شخصية أو فردية بل قضية دولة. وعنوانها هو: هل ستتخلى الدولة عن واجبها في حماية نفسها وتطبيق الدستور الذي ينظم نظامها السياسي وقوانينها؟ أم أنها ستقبل بمنطق وفضاء البلاد السيبة؟"
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بفيديوهات وتغريدات تتمحور حول ما وقع.
وقامت وفود نقابية وحقوقية بنشر صور لزيارات مساندة إلى منزل السويسي في تعبير عن رفضهم للتهجم عليها.
وشمل الجدل المتواصل شخصيات سياسية وإعلامية. ورجح ناشطون أن يكون سبب التهجم على المعلمة المذكورة هو استقبالها للمفكرة والكاتبة المصرية نوال السعداوي المعروفة بآرائها الجريئة في زيارتها الأخيرة إلى مدينة صفاقس.
المصدر: أصوات مغاربية