محمد بن عبد الكريم الخطابي (يسار الصورة) وخلفه شقيقه محمد وكانا قد تزعما ثورة الريف
محمد الخطابي (أرشيف)

لا تتحدث الروايات التاريخية كثيرا عن شخص لعب دورا هاما داخل المقاومة الريفية للاحتلال الإسباني، التي قادها زعيم ثورة الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي، ويتعلق الأمر بـ"امْحمد الخطابي".

وحسب ما جاء في بعض الروايات التاريخية فإن امْحمد كان يمثل اليد اليمنى لقائد الثورة الريفية، والشخص الذي قام بعدة تحركات في سبيل تأسيس الجمهورية الريفية التي كان يحلم بها محمد بن عبد الكريم.

نائبا لرئيس للجمهورية

كان تأسيس الجمهورية قد جاء عن طريق مؤتمر نظم في منطقة أجدير، وجمع بين قبائل الريف، التي كونت برلمانا وحكومة يرأسها بن عبد الكريم الخطابي، تسير ما سمي "الجمهورية الاتحادية لقبائل الريف".

وقد عُين امْحمد الخطابي نائبا لشقيقه محمد في رئاسة جمهورية الريف، التي تشير بعض المصادر إلى تأسيسها الفعلي في فبراير سنة 1923.

​​حشد التأييد للجمهورية

موقع امحمد الخطابي في جمهورية الريف التي قادها شقيقه كان مهما، إذ عُين مبعوثا شخصيا لأخيه سنة 1923 إلى عدد من الدول الأوروبية من أجل إجراء محادثات مع المسؤولين في هذه الدول وحشد تأييدها لجمهورية الريف، في إطار نشاطها الدبلوماسي.

وقاد شقيق زعيم الثورة في الريف جهود أخيه من أجل إسماع صوت إخوانه لدى المنتظم الدولي، لكن المأمورية التي كلف بها امْحمد كانت صعبة للغاية، ولم تبلغ أهدافها بحسب المصادر ذاتها.

مكلفا بصك عملة "ريفان"

اعتبر امْحمد اليد اليمنى لأخيه في جميع تحركاته الساعية إلى بناء الجمهورية التي كان يحلم بها أبناء الريف حينها، لذلك فقد كان حاضرا في خطوة صك عملة خاصة بالمنطقة.

وكُلف امْحمد بعقد اتفاقات مع بعض البريطانيين من أجل استخراج عملة خاصة أطلق عليها اسم "ريفان" عوض التعامل بالعملة الإسبانية أو "العملة الشريفة" المغربية.

وتشير المصادر التاريخية إلى أن شقيق قائد الريف كان أيضا يحاول، بإيعاز من أخيه، تأسيس بنك مركزي للحكومة الجديدة.

​​دافع عن السلم مع شقيقه

دافع محمد بن عبد الكريم الخطابي، رفقة أخيه امحمد، عن الطريقة السلمية في التعامل مع الإسبان، غداة وفاة والدهما، رغم وصاياه بالدفاع عن الريف أو مغادرته إلى منطقة أخرى.

وتشير المصادر ذاتها إلى أن شقيق زعيم ثورة الريف، بعث بمعية أخيه، رسالة إلى السلطات الإسبانية تتضمن محاولة للسير في اتجاه السلم عوض الدخول في الحرب، من خلال اعترافها بحكم الريف.

إلا أن رسالة الأخوين قوبلت بالرفض ولم يتم التفاعل معها من طرف القوات الإسبانية التي فضلت الحرب.

​​

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة