أثار خبر استقالة زعيم السلفيين في الجزائر، علي فركوس، من جماعة التيار السلفي المدخلي الذي يقوده 12 عالم دين من علماء هذا التيار، تساؤلات واسعة بين الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، وبينما اعتبر البعض الاستقالة دليلا على وجود خلافات عميقة بين أعضاء التنظيم السلفي المتشدد، رأى البعض الآخر أن ذلك جاء نتيجة حتمية لمسار من الإثارة الدينية المتناقضة بين هذا التيار، ومذهب الغالبية العظمى من الجزائريين.
يستمد التيار السلفي المدخلي في الجزائر عقيدته من الوهابية السعودية، وسبق أن تصادم في العديد من المناسبات الدينية مع علماء المالكية، أصحاب المذهب الرسمي الغالب في الجزائر.
تضارب في الآراء
ويحظى زعيم السلفيين علي فركوس بشعبية بين أتباعه، ولا يظهر في وسائل الإعلام بما في ذلك الصحف التي لا تعرف له صورة واضحة، إلا أن اسمه مشهور في الشارع الجزائري وفي الأوساط الدينية والإعلامية.
وتداول نشطاء استقالة علي فركوس على نطاق واسع، بينما تباينت الآراء حول زعيم السلفيين والجماعة السلفية بصفة عامة، حيث يرى المتابع عبد العزيز أن " شيوخ المداخلة هم عبارة عن عملاء للأنظمة المستبدة، وليسوا جمعية ثقافية أو حركة سياسية أو مدرسة فكرية".
أما أمير، فكتب عن خبر الاستقالة معلقا "الشيخ فركوس عالم جليل من علماء الجزائر، أكن له كل الاحترام، مالم أسمع منه هذا الكلام أو من مقربيه تبقى الجرائد تنقل ما يحلو لها".
أسباب مختلفة
وعن أسباب استقالة علي فركوس من جماعة السلفية في الجزائر، كتب أبو الطيب أنها جاءت على إثر "جهود من جهات عليا في الدولة، بعد الانحرافات التي ظهرت على التيار المدخلي، وخطورته على المرجعية الوطنية".
ويضيف صاحب التدوينة "ولا تستبعد ذات المصادر حصول الشيخ فركوس على موقع مهم في الدولة، على اعتبار أنه يمثل مدرسة فقهية وفكرية لها أتباع في الجزائر، خاصة وأن الشيخ فركوس لم يقصر في التجاوب مع الدولة ومساعدتها على حقن الدماء وإقناع المسلحين بالتوبة، هو والشيخ العيد شريفي، أحد المناوئين للتيار المدخلي".
وبخلاف هذا، رأت تدوينة أخرى أن استقالة فركوس، جاءت عقب عودته من الحج، وذلك على إثر نصيحة تلقاها من طبيبه، الذي طلب منه الابتعاد عن القيام بأي مجهود.
واعتبر البعض أن استقالة علي فركوس زعيم السلفيين في الجزائر من الجماعة المدخلية، جاءت بعد التحولات الكبرى التي تعرفها منطقة الخليج، وضغوطات لم يتم الكشف عن مصدرها، والصراع بين الأجنحة المتشددة داخل التيار السلفي.
مراجعات فكرية!
ومن جهة أخرى، يعتقد المختص في الشأن الاسلامي، عدة فلاحي أن "الشيخ فركوس قد وصله تحذيرنا وتخوفنا، خاصة بعد تكفير الإخوان، وتوزيع التكفير بشكل مفرط، فاستجاب لنداء العقل و الحكمة، و السؤال ما هو موقف المغرّر بهم، بعدما استقال الشيخ فركوس من الجماعة الاثني عشرية المدخلية و فك ارتباطه بها؟".
المصدر: أصوات مغاربية