"أنا أحد حراس المخطوطات القديمة في مدينة شنقيط، أحافظ عليها في هذا المنزل القديم وبصعوبة، تلك هي مهنتي، تأخذ كل وقتي ولكنها لا توفر لي دخلا يغطي كل احتياجاتي، فلا يمكنني أن أزاول عملا إضافيا.

توالت الأعوام وأنا أقوم بحماية تراثنا ومخطوطات أجدادنا في مدينة شنقيط، هي أهم شيء بالنسبة إلينا، رغم تراجع عائدات المواقع الأثرية بسبب أزمة السياحة. لم نقصر في أداء واجبنا بحمايته، كانت المعالم الأثرية تدر عائدات لا بأس بها في السابق، أيام ازدهار السياحة بالشمال الموريتاني، لكن اليوم قد يأتي زائر أو اثنان خلال شهر كامل.

​​لقد حافظ أجدادنا بطرقهم المختلفة والمتواضعة على هذه المخطوطات حتى وصلتنا بحالة جيدة، ودورنا نحن في المقابل هو مواصلة صيانة هذه المخطوطات، وبطرق أكثر عصرية، لنسلم بدورنا هذه الأمانة للأجيال القادمة.

أحرص على أن يكون للمكتبة هذا الطابع التقليدي الذي يميزها، حتى في أبسط أثاثها، كالمفاتيح والأبواب فهي بالأسلوب والبساطة نفسها، أسلوب أجدادنا. أخشى أن تمل الأجيال القادمة فتتخلى عن هذا المورث الثمين، فهل سيقبلون العمل التطوعي دون مقابل لحماية هذا الإرث كما فعلنا نحن؟"

(سيف، موريتانيا)

مواضيع ذات صلة