يتزايد اهتمام جزائريين خلال الأشهر الأخيرة، بانتخابات الرئاسة المقررة سنة 2019، إذ باتت النخب السياسية تترقب تحركات أحزاب الموالاة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، كمؤشر لاحتمال ترشحه لعهدة رئاسية أخرى بعد أكثر من 18 سنة قضاها بقصر المرادية.
ورغم التعديل الدستوري لسنة 2016، الذي حدد العهدات الرئاسية في عهدتين غير قابلة للتجديد، إلا أن القانون الأساسي للبلاد لن يدخل حيز التنفيذ إلا في 2019، ما يعني أن بإمكان بوتفليقة الترشح لعهدة رئاسية جديدة.
وفي آخر تصريح له للصحافة، لم ينف الرئيس السابق للمجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري إمكانية ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة، وقال: "صراحة، لا أنفي ورود أمر كهذا".
لكن المحلل السياسي عبد العالي رزاقي، اعتبر أن "ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة مجازفة بالجزائر، بالنظر إلى وضعه الصحي الذي بات حديث العام والخاص".
"إما التوريث.. أو الخامسة"
وإذ يستبعد المتحدث ذاته، إقدام بوتفليقة على خطوة كهذه، يؤكد أن "الجيش الوطني الشعبي أمام خيار مصيري بمناسبة الانتخابات القادمة بشكل عام. لا أعتقد أن مؤسسة الجيش ستزكي بوتفليقة إذا أراد البقاء في كرسي الرئاسة لعهدة أخرى".
ومن جملة المؤشرات التي يراها المحلل السياسي، محمد لعقاب، دليلا على نية ترشح بوتفليقة لعهدة أخرى "الرفض الذي قابلته إشاعات توريث الحكم لأخيه، فإذا أرادت الزمرة الحاكمة البقاء في المرادية لا بد من إعادة ترشح بوتفليقة، الذي يحقق شبه إجماع بالمقارنة مع أخيه".
ويتابع لعقاب: "يجب التفريق بين نية الترشح ونية البقاء، ليس بوتفليقة من يحدد ذلك، المحيطون به ملزمون بإعادة تقديمه في صورة جديدة بمناسبة رئاسيات 2019".
ثم يختم بالقول: "الماكينة التهليلية بدأت بتصريحات ولد عباس، عندما أكد أن ترشح بوتفليقة وارد، وأن حزب جبهة التحرير الوطني مع هذا الخيار".
الزوايا.. آلة حشد أخرى
اعتمد بوتفليقة سنة 1999 بمناسبة انتخابات الرئاسة على الزوايا، إذ استهل إعلان ترشحه بزيارة أهم زوايا الجزائر من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، "وبقيت تلكم الزوايا مساندة له كل ما حلت الانتخابات"، يقول المحلل السياسي فيصل مطاوي.
ويلفت مطاوي في الصدد، إلى إعلان رئيس منظمة الزوايا عبد القادر باسين في أحد تصريحاته الصحافية إلى أن "الزوايا مستعدة لمساندة بوتفليقة إذا أبدى رغبته في الترشح".
المصدر: أصوات مغاربية