عبد الحق الخيام وجنبه عناصر بمكتب التحقيقات القضائية
عبد الحق الخيام وجنبه عناصر بمكتب التحقيقات القضائية

يفتح عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، مكتبه لـ"أصوات مغاربية" في هذا الحوار، مقدما معطيات متعلقة بمكافحة الإرهاب في المغرب والمنطقة المغاربية.

يدير الخيام المكتب المؤسس قبل سنوات قليلة، والذي تخصص في تتبع المتشددين وترصد الخلايا الإرهابية. من خلال هذا الحوار يكشف مدير مكتب الأبحاث القضائية المغربي عن سر تواتر ورود أسماء مغربية في اعتداءات إرهابية، كما يستعرض بعض الحقائق عن التعاون الأمني بين المغرب ومختلف الدول المغاربية ولا سيما الجزائر، فضلا عن الحديث عن الوضع الأمني بليبيا وباقي البلدان المغاربية.

حاوره: عبد العالي زينون

نص المقابلة:

أثير نقاش، إثر الاعتداءات الإرهابية الأخيرة ببرشلونة حول ارتباط متهمين ذوي أصول مغربية في هذه الاعتداءات.. هل يمكن القول إن المشتبه في ضلوعهم في أعمال إرهابية في أوروبا من ذوي الأصول المغربية هم نتاج بيئة مغربية أم أوروبية؟

من قاموا بهذه الاعتداءات لم ينشؤوا لدينا (يقصد المغرب)، ولهم أصول مغربية فقط وأكبرهم غادر المغرب وهو في سن السادسة.

وبالتالي فهل سنقول مثلا إن المغرب هو من صدر لأوروبا من قام باعتداءات برشلونة فقط لأن المتهمين أصولهم مغربية؟

 الآن، المغرب هو الذي عليه أن يخاف، لأنه هو الذي يجب عليه أن يحمي أبناءه لو ذهبوا إلى هناك.

عبد الحق الخيام
عبد الحق الخيام

​​​​سبق أن تعاملنا مع السلطات الإسبانية ونتعامل معهم بشكل مستمر، وأقول إنهم من أفضل الأجهزة الموجودة في العالم، لكن تعاملهم مع الأقليات والجاليات القليلة ربما  لا يتم من خلال الاهتمام بهم ولا يتم دمجهم، إذ كيف يعقل أن طفلا نشأ في مجتمع غربي، يتناول المخدرات وله صديقة، وفي ظرف سنة يتطرف ويمر مباشرة إلى الفعل.

إقرأ أيضا: غلاف مجلة فرنسية يغضب المغاربة: لسنا إرهابيين!
 

هل هناك تنسيق بين المغرب والدول المغاربية في مجال مكافحة الإرهاب؟

هناك تنسيق مع جميع بلدان المغرب الكبير باستثناء الجزائر.

وما مرد ذلك، خاصة أنك قلت في تصريحات سابقة إن التنسيق مع الجزائر ضعيف؟

ليس أنا من قلت ذلك، هذه تقارير وتصريحات لمسؤولي دولتنا. هذا واقع ولا نكذب، فكيف يُعقل أن إدارة الجزائر تتخذ موقفا معاديا للمغرب، ولا تفهم بأن القضايا الإرهابية تهددنا جميعا.

وكما أقول دائما، لا يجب أن نترك الفراغ للتنظيمات الإرهابية لإطاحة ضحايا مغاربة أو جزائريين.

هل تقصد أن هناك خلطا بين السياسي والأمني على هذا المستوى؟

لا أريد أن أتحدث فيما هو سياسي، وهناك أشخاص مختصون في الموضوع، أنا مغربي وأعرف تاريخ صحرائي التي صدر حولها حكم قضائي من المحكمة الدولية، لكن تعنتهم واحتضانهم لمجموعة تهرب الإعانات وتسرقها للمغاربة المحتجزين في تندوف، من السهل استغلالهم من طرف تنظيمات إرهابية وهذا ما وقع.

وأتحدث هنا كمسؤول أمني لدينا مساطر (يقصد ملفات أمنية فُتحت فيها أبحاث قضائية) تورط فيها انفصاليون من هناك، وفككنا خلايا تضم انفصاليين من "جبهة البوليساريو".

فكيف يمكن أن تحتضن مجموعة وحتى الإعانات تسرقها لهم، وتدعهم عرضة للضياع في منطقة الساحل التي تشكل تهديدا لنا معا، وفي الوقت نفسه ترفض أن تتعاون معنا أمنيا، والأكثر من ذلك ترعى منظمة إرهابية ضدا في المغرب.

لكن مع الأسف، الإدارة الجزائرية ما زالت لم تفهم أن تهديدنا مشترك، ولو وقع شيء في الجزائر فمن المتوقع أن يقع في جميع المنطقة، وعلى الإدارة الجزائرية أن تدرك أن أمن مواطنيها فوق كل شيء، وأشدد على أن الأمر يتعلق بالإدارة الجزائرية وليس الشعب الجزائري الشقيق الذي تجمعنا به العديد من النقاط المشتركة.

ماذا عن التعاون الأمني مع موريتانيا، خاصة أنها قريبة من مجال نشاط ما يسمى بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"؟

"تنظيم القاعدة في بلاد التنظيم الإسلامي" ينشط بالأساس في جنوب الجزائر وشمال مالي وشمال موريتانيا، وليس هذا التنظيم الوحيد الذي ينشط هناك، بل هناك العديد من الأمور التي تحصل بمنطقة الساحل، ولو لاحظت ستجد مثلا أن فرنسا توجه جميع اهتمامها لهذه المنطقة وتقول إن أي تهديد يمكن أن يضرب أوروبا غالبا سيأتي من الساحل.

عناصر مكتب الأبحاث القضائية الذي يديره الخيام يعرضون محجوزات ضبطت لدى مشتبه فيهم يناير الماضي
عناصر مكتب الأبحاث القضائية الذي يديره الخيام يعرضون محجوزات ضبطت لدى مشتبه فيهم يناير الماضي

​​ومن المعروف أن المغرب يكثف من عمليات تنسيقه مع البلدان التي تنسق معه بما فيها موريتانيا وجميع البلدان المحيطة بالساحل، خاصة تونس وليبيا، والمملكة حاضرة بشكل كبير في الساحل لأنه من الواجب عليها ذلك، خاصة أن خطر المنطقة يهدد الجميع.

وأعود إلى ليبيا، فالمغرب اليوم يحاول تصفية الأجواء هناك.

في سياق الحديث عن ليبيا، هل لديكم إحصائيات حول المغاربة المنتمين للتنظيمات المتشددة هناك؟

قليلون هم المغاربة الذين يوجدون في ليبيا. لا يتجاوز عددهم تقريبا 11 شخصا حسب آخر الإحصائيات.

أخيرا، تم توقيف 250 مغربيا من طرف السلطات الليبية كانوا يودون الهجرة نحو إيطاليا. وحسب تقارير إعلامية، كان هناك تعاون استخباراتي بين الرباط وطرابلس من أجل إرجاع هؤلاء على دفعات، أليس لكم مخاوف من متشددين مندسين؟

هناك شبكات للهجرة السرية تنشط، للأسف الشديد، في عدة مناطق من بينها ليبيا، وربما سقطوا ضحية هذه الشبكات، ولا أعتقد أنه كان هناك صمت من طرف المغرب في هذه الحالة، لأنه من الواجب على المغرب أن يدافع عن رعاياه أين ما كانوا.

وبالتالي سيكون هناك تنسيق وأبحاث سنتأكد من خلالها من ما إذا كان هؤلاء الموقوفين هم ضحايا شبكات الهجرة السرية، وبالتالي فعودتهم مرتقبة، لكن طبعا بعد قيامنا بالأبحاث لأن الجماعات الإرهابية تستغل شبكات الهجرة السرية كما وقع في فرنسا، وبالتالي سيكون هناك تنسيق مع السلطات الليبية إذا ما كانت هنالك مستجدات في هذا الصدد.

​​ما تقييمك للوضع الأمني في ليبيا وكذلك على مستوى النقاط الحدودية بين تونس وليبيا وتونس والجزائر؟

إذا لم تتم تصفية الأجواء السياسية في ليبيا فستشكل تهديدا حقيقيا لمنطقة المغرب الكبير، والدليل على ذلك أن أقرب دولة إلى ليبيا هي تونس التي عانت مع تنظيم "داعش" الذي كان ينشط بشكل كبير في ليبيا.

لذلك أنا أدعو إلى تعاون أمني مشترك بين جميع البلدان المغاربية بما فيها تونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا.

والمغرب، باعتباره بلدا جارا، قام بواجبه خاصة فيما يتعلق بالشأن الليبي، ونظم مشاورات الصخيرات لتقريب الرؤى، وباعتباري مغاربيا أتمنى أن تصفو الأجواء في ليبيا لأنه قُطر شقيق، وكما يهمني أمن وسلامة المملكة المغربية تهمني سلامة الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا كذلك.


المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة