قالت ذات يوم في توصيفها لوضع المرأة في المجتمع العربي "ظلت صورة المرأة عند التيار المحافظ مرهونة بالجنس، فالرجل المحافظ في واقع الأمر ليست لديه أي سلطة في المدينة، لذلك يسمح لنفسه بممارسة كل السلط على المرأة"، وبجرأتها المعروفة وصفت الحركة الاسلامية بـ حركة سياسية مؤسسة على إيديولوجية محافظة جداً ومعادية للنساء". هي وسيلة تمزالي الكاتبة والمحامية والمناضلة الجزائرية. فماذا تعرف عنها؟
أب جزائري وأم إسبانية
تنحدر من ولاية بجاية القبائلية، شمال شرق الجزائر، ولدت يوم 10 يوليو 1941، من أب جزائري أصوله تركية، وأم إسبانية، حسب ما جاء في تقديمها للجمهور بموقع إذاعة فرنسا الثقافية، بمناسبة خمسينية التوقيع على اتفاقيات إيفيان، التي أدت إلى استقلال الجزائر.
ونشأت وسيلة تمزالي في عائلة برجوازية امتهنت تجارة الزيوت مع الخارج، فسمح لها الوضع العائلي المريح بالدراسة والتخصص في علم الاجتماع والتاريخ، ثم المحاماة التي امتهنتها في مجلس قضاء العاصمة من سنة 1966 ولمدة 11 سنة.
مسيرة طويلة من النضال
رافعت وسيلة تمزالي أمام المحاكم الجزائرية في قضايا عدة، وأهلتها تلك التجربة للنضال والمرافعة من أجل الحقوق النسوية في المغرب الكبير والعالم العربي.
عندما دخلت الجزائر في نفق الأزمة السياسية التي تحولت إلى مواجهة دموية، شاركت وسيلة تمزالي في تأسيس جمعية المساواة المغاربية، وترأستها في سنة 2006، ولقاء نضالها المتواصل من أجل الحقوق النسوية، تولت إدارة برنامج اليونيسكو لتعزيز مكانة المرأة في دول حوض البحر المتوسط، وذلك من الفترة ما بين 1996 إلى غاية 2003.
نداء الكرامة
واصلت وسيلة تمزالي نضالها في هذا الحقل، حيث عينت سنة 2005 عضوة في اللجنة المنظمة للمؤتمر العالمي العاشر للدراسات النسوية حول الهجرة، وبرزت بمواقفها المناهضة للقوانين المجحفة بحق المرأة، كما عملت على تكوين كيانات نسوية تدافع عن حقوق المرأة.
وأصدرت في 8 مارس 2012 النداء الشهير من أجل الكرامة والمساواة رفقة 7 نساء عربيات، و صدر النداء في ظرف تميّز بالتغيير الذي كان يمر به العالم العربي نتيجة اندلاع موجة الثورات، كما جاء لتنبيه الحكومات الجديدة في تونس ومصر وليبيا بضرورة حماية حقوق المرأة ومكاسبها، وإعادة النظر في قوانين الأسرة، فضلا عن قوانين أخرى مجحفة في حق المرأة كقوانين الجنسية والعقوبات، ومن أهم أعمالها كتابي نشأة جزائرية، و امرأة غاضبة.
المصدر: أصوات مغاربية