"أعيش نازحا مع عائلتي، تحت رحمة الإعانات الإنسانية، بسبب تنظيم داعش الإرهابي، خرجنا مجبرين ومنهارين من الحي رقم 1 في مدينتي، سرت، نحو المجهول.
بعد الهجوم على كوبري السدادة عام 2016، هربت مع عائلتي المتكونة من ستة أفراد دون أمتعتنا، كل ما استطعنا حمله آنذاك هو ملابسنا التي نرتديها، فعناصر داعش منعوا، وقتها، العائلات من المغادرة، وكانوا يحتجزون كل من حاول الفرار فلم نرد أن نشعرهم برحيلنا.
"الدواعش" قلبوا حياتنا جحيما، لقد فرضوا علينا قوانين مجحفة، اشترطوا على نسائنا الخروج للأسواق فقط رفقة محرَم، وفرضوا عليهن ارتداء جلابيب سوداء بالكامل، ومن أشد الروايات التي سمعتها عن ممارسات التنظيم، ما حكاه صديق لي، أن المرأة، لحظة الولادة، لا يُسمح بأن يكشف عليها دكتور رجل، حتى وإن أدى ذلك لوفاتها، فكنت أتساءل، أهؤلاء بشر؟
كنا نعيش في رعب دائم، ولم تفارق ذاكرتي مشاهد الموت، كالشنق وغيرها من الجرائم. لقد كانوا يدعون الناس، كبارا وصغارا، لحضورها في ساحات مدينة سرت.
بيتي أصبح مدمرا بسبب الاشتباكات، ومدينتي تعيش حاليا دون مرافق حيوية، والدولة لم تساعدنا بعد، كما أن شبح الإرهاب لا يزال يحوم حول سرت، وأقصى أمنياتي الرجوع لبيتي، فلم أعد أحتمل حياة النزوح".
(محمد، ليبيا)