"غادرت المدرسة في سن مبكرة، كل ما أتذكره من مقاعد الدراسة٬ مادة الحساب وبعض النصوص التي كنا نحفظها دون أن نفهم معناها، أتذكر تلك الأيام بكثير من الحنين، أيام الطفولة البريئة، كنت مضطرا لمساعدة والدي في الحقل٬ فتركت الدراسة٬ لقد كنت الولد الوحيد في العائلة، بين أربع بنات.
يحزنني الحال الذي أصبحت عليه اليوم٬ فعندما ألتقي برفاق الدراسة، ممن أكملوا دراستهم، أشعر ببعض الغيرة والأسى، لأنهم لا يعيشون حالة البؤس والحسرة التي أعيشها، فقد أصبح بعضهم أساتذة وموظفين لدى الدولة٬ أنا أتمنى لهم الخير والنجاح، ويجب في الأخير الرضا بقدر الله .
مستقبل أبنائي هو أكثر ما يشغلني، لا أريدهم أن يكرروا تجربتي، لذلك، سأبذل كل ما في وسعي لأوفر لهم كل ما تتطلبه دراستهم، ليكون لهم شأن كبير في هذا المجتمع، هم يدركون جيدا ظروف العائلة، وآمل أن يدفعهم ذلك إلى التشبث بالدراسة، لأنها منفذهم الوحيد للخروج من هذا الواقع الصعب".
(ميمون٬ المغرب)
المصدر: أصوات مغاربية