"بدأت تعلم تصليح الساعات في اليوم الذي جاء فيه الجنرال شارل ديغول إلى قسنطينة، وبعد مرور59 سنة على تلك الذكرى، لا أزال أعمل بصبر واجتهاد، كما أدعو الله كل يوم أن أواصل العمل في هذه الحرفة إلى آخر يوم في حياتي، بل كنت أتمنى أن يوافيني الأجل وأنا على طاولة العمل لا مريضا على الفراش.

يسألني أبنائي بعد مرور كل هذه السنوات، كيف استطعتُ إعالتهم بهذا الدخل المتواضع؟ يا لها من بركة حقًا! فأنا أيضا لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال، الآن سعر تصليح الساعة الواحدة يبلغ حوالي دولار واحد، لكن فيما مضى ثمن التصليح كان أقل من ذلك بكثير، ومع ذلك لم أحرم أبنائي من شيء.

​​قبل أشهر قاموا بتصوير مشاهد من مسلسل "الشيخ ابن باديس" في محلي، لقد بدلوا ديكوره، فأفقدوه طابعه العتيق، كان باختصار متحفًا للساعات والصور القديمة والتذكارات التي جمعتها خلال عقود. عند دخولك المحل، ستشعر وكأنك عدت بالزمن إلى الوراء، لقد أصرّ مخرج المسلسل أن أقبل التصوير في المحل فوافقت على مضض، فالمكان فقد كثيرا من عبقه التاريخي بعد التغييرات.

علمتني حرفتي، الهدوء والصبر وحب العمل وسعة الصدر، وأهم من ذلك النظام، وأن استقبل كل يوم جديد بحماس الشباب بالرغم من عمري الذي ناهز الـ76".

(السعيد، الجزائر)

مواضيع ذات صلة