جياتي قصة أحمد

"اسمي أحمد، أما عمري فلا أتذكره، ربما 80 سنة أو أقل قليلا. مهنتي: مُكافح حتى الموت، وأحب فريق الرجاء البيضاوي. اشتغلت طيلة حياتي بائعا مُتجولا، وأيضا في المحطات الطرقية بائعا للتذاكر. عشت أيام الاستعمار وشهدت استقلال المغرب والتقيت الملك الراحل محمد الخامس في شوارع البيضاء، وقُدر لي كذلك أن أعيش التغيرات التي يشهدها المجتمع المغربي. 

بين الأمس واليوم فروق كثيرة: أذكر كيف كانت السلطات في ذلك الوقت تحظر على الباعة المتجولين العمل في الشوارع والطرقات، أما اليوم، فقد صارت تتساهل معهم وكأنها اقتنعت أخيرا أن هذا مصدر رزقهم الوحيد، لكنني أذكر أيضا كيف كانت 'كازا' مدينة نظيفة وجميلة.

جياتي قصة أحمد

​​وبحكم أنني أشجع فريق الرجاء منذ شبابي، وكنت أحضر المُباريات في الملاعب، فقد رأيت أيضا كيف تغير كل شيء وكيف أن الشغب والفوضى صارا يسودان كل شيء. 

لدي ستة أبناء تزوجوا كلهم، زوجتي توفاها الله منذ سنوات، وأعيش الآن مع ابنتي الوحيدة المتبقية في بيت صغير. أبيع مناديل الطاولات وأعيش على ما أكسبه منها.

عشت حقي من الحياة بلحظاتها الحلوة والمرة، وبقي أمامي حلم واحد هو: حسن الخاتمة".

(أحمد، المغرب)

مواضيع ذات صلة