أكدت المخرجة المغربية سونيا تراب أن الفيلم الوثائقي هو تجربة سينمائية مبتكرة تعطي الكلمة للمواطنين بعيدا عن التحفظ والمحظور.
وأوضحت مخرجة الفيلم الوثائقي "شكسبير البيضاوي" الذي يتنافس في مسابقة الفيلم الوثائقي ضمن الدورة الحادية عشرة للمهرجان الدولي لسينما المرأة بسلا، في تصريح لـ"وكالة المغرب العربي للأنباء"، أن الفيلم الوثائقي بالمغرب بدأ، في الوقت الراهن، "يتشكل ويفرض وجوده ويوفر فضاء رائعا للتعبير عن نفسه".
وقالت بخصوص فيلمها "عندما أردت تصوير هذا الفيلم الوثائقي، خشيت رفض وعدم مبالاة الجمهور، لكن حصل على عكس ذلك إذ اكتشفت أن المغاربة بحاجة للتعبير عن أنفسهم وأخذ الكلمة".
وأضافت قائلة إن المشاهد المغربي "فنان كوميدي بالفطرة، وبمجرد أن نشغل الكاميرا نجد أنفسنا أمام مشاهد من الضحك والفرح والحزن والعاطفة، وكل الحالات الإنسانية، وهذا ما يطلق عليه السينما الحقيقية والمباشرة".
كما قالت إن "تقديم شريط وثائقي يتطلب الكثير من العمل والقوة والثقة"، مذكرة في نفس الوقت بأنه قبل البدء في تصوير الفيلم الوثائقي مع أعضاء الفرقة المسرحية، "قضيت معهم ستة أشهر دون تشغيل الكاميرا حتى أكسب ثقتهم".
واستطردت قائلة "نحن بحاجة اليوم إلى أفلام تتحدث عنا، تشبهنا، أفلام يمكن أن يجد فيها المشاهد المغربي نفسه ويحدد هويته"، مسجلة أن الفيلم الوثائقي أو السينما الواقعية هي وسيلة تعكس حقائق المجتمع وتكشف عن تطلعات المواطنين المتعطشين للحديث ".
ولا يوجد ما يسمى بفن المرأة وفن الرجل، حسب هذه المخرجة السينمائية الشابة، التي أكدت "في أعمالي الفنية لم أضع في المقام الأول أبدا أنني امرأة".
وفي ما يتعلق بتطور الإنتاج السينمائي بالمغرب، قالت إن هذه المسألة لا تتعلق بالتمويل فحسب، بل أيضا بالفنانين والمخرجين "الذين هم أيضا مطالبون بالابتكار والإبداع والمراوغة لإخراج أعمال ممتعة ومثيرة للاهتمام"، مستشهدة في هذا الصدد بالتجربتين السينمائيتن الإيرانية والتركية، اللتان حققتا نجاحا بالرغم من ميزانيتهما المتواضعة.
وجدير بالإشارة إلى أن المهرجان الذي يهتم بقضايا المرأة وبصورتها وبالمرأة على شاشات السينما وخلفها، تضم لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة المشاركة في مسابقته الرسمية التي ترأسها المخرجة والممثلة والمنتجة الفرنسية دومينيك كابريرا، سبع نساء متخصصات في المجال السينمائي، فيما تضم لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية، التي ترأسها المخرجة السينغالية فاطوماتا بنتو كاندي، الكاتبة والإعلامية فاطمة الأفريقي والمخرجة والسيناريست والمنتجة رحمة بن حمو المدني .
وتشارك في مسابقة الأفلام الوثائقية مخرجات من أمريكا اللاتينية وبلدان افريقيا، كفيلم "الأخوات شجاعة" للمخرجة التونسية لطيفة الدغري، و"فتيات لا يطرن" لمونيكا غراسال وهو إنتاج مشترك ألماني وأسترالي وغاني.
المصدر: وكالات