أثار ربورتاج حول المجازر التي ارتكبتها الجماعات المتشددة في الجزائر خلال فترة التسعينيات، غضبا بين المواطنين الذين اعتبروا بث صور الضحايا مخالفا لميثاق السلم والمصالحة الذي طوى مآسي تلك المرحلة الدموية.
وبث التلفزيون العمومي ربورتاجا بعنوان "حتى لا ننسى"، تناول فيه المجازر الرهيبة التي عاشتها الجزائر على يد المتشدّدين، واعتبر ناشطون وحقوقيون أن بث تلك الصور الصادمة لأطفال ونساء من ضحايا الجرائم، رسالة تهديد للمواطنين، وتخويف من العودة لتلك المرحلة السوداء.
غضب
وعلق غازي الدزيري غاضبا على ما بثه التلفزيون الرسمي " في السابق، الشعب كان راجل ومشى مع النظام، وبقي النظام واقفا، لكن هذي المرة لن يعمر النظام حتى شهر".
أما عبدو فكان أكثر وضوحا من الطرفين، السلطة والمتشددين "الشعب الجزائري يدرك تمام الإدراك بأن ممارساتكم اليوم لا تختلف عن ممارسات هؤلاء وأولئك، لكن بطريقة مغايرة باتت مكشوفة للجميع، لم تتوقفوا عن تحطيم الانسان الجزائري والقيم والأخلاق، ونهب الخيرات والإفساد، وهو إرهاب من نوع آخر، مارسته الجماعة ضد الشعب والدولة على مدى عقدين من الزمن".
أما متابع آخر رمز لاسمه بـ "مازيغ" فعلق على ما بثه التلفزيون الرسمي " كأنهم يتكلمون مع شعب ليس له ذاكرة، نقول لهم استحوا، إننا في 2017"
تخويف
واعتبر الناشطون والمتابعون على مواقع التواصل الاجتماعي، قيام التلفزيون العمومي ببث صور مؤلمة لأطفال وعائلات تعرضوا للتنكيل والتقتيل من قبل المتشددين، يحمل دلالة التخويف المباشر لهم، مفاده إما القبول بالأزمة وانعكاساتها، أو العودة إلى مشاهد التسعينيات.
وفي هذا السياق كتب حميد معلقا " ذكرناهم بـ ألف مليار دولار، فكرونا في مجازر العشرية السوداء، تهديد مباشر من السلطة للشعب المغبون"، أما السعيد فأشار معلقا بأن الأجيال التي لم تعش تلك المرحلة ستعرف الحقيقة لا محالة " رب ضارة نافعة، ستسأل الاجيال الجديدة التي لم تعش المحرقة، وستعرف الحقيقة التي ستعود وبالا على من ينشر مثل هذه المآسي بقصد التخويف".
أما عصام فاعتبر المساومة منافية لكل القيم الإنسانية"مساومتنا بالأمن مقابل السكوت عن الفساد، هو إرهاب نفسي، وما قام به التلفزيون من استغلال لصور شهداء العشرية الحمراء، هو تعدي صارخ على الأخلاق والقيم الإنسانية".
دعاء لبوتفليقة
وبخلاف التدوينات المناوئة للسلطة، فإن هناك من أثنى على بوتفليقة وسياسته التي انتهج فيها المصالحة الوطنية لطي صفحة الماضي، لكن فئة قليلة فقط من كتبت عن ذلك، مثل أمل التي علقت "حتى لا نكون ناكرين للمعروف أطال الله عمر بوتفليقة" ، أما محمد فأوضح من خلال تعليق له أنه سبق له مشاهدة هذا الشريط حول المجازر"فلما القول أنه عرض لأول مرة".
المصدر: أصوات مغاربية