شيعة يرفعون علم الجزائر
شيعة يرفعون علم الجزائر

"نحن أحفاد الصحابة"، "لا مكان للشيعة بالجزائر"، "الجزائر سنية سلفية".. العبارات ليست لمتشددين سلفيين مكشوفين، ولا لمتطرفين من الجماعات التي روّعت الجزائريين خلال مرحلة الإرهاب سنوات التسعينيات، لكن لأطراف تبقى مجهولة لحد الساعة، وحاول أصحابها الظهور بصور لرتب نظامية من مختلف أسلاك الأمن من جيش، وشرطة، وحتى حرس بلدي، وهو ما أثار جملة من الأسئلة في الجزائر، فهل يمكن أن يكون أفراد من سلك الأمن وراء تلك المنشورات؟

​​يدين أغلب الجزائريين بالإسلام السني، لكن منهم الشيعة والأحمديون، ومتبعو الطريقة الكركرية، الذين "يمارسون قناعاتهم المذهبية في الظّل، مخافة تعرض المتطرفين لهم بالأذى بسبب اختلاف رؤيتهم للإسلام"، يقول نجاح مبارك مدير الدراسات الاجتماعية السابق بجامعة وهران.

لكن نشر الصور على حسابات أناس بعينهم "يعتبر تهديدا صريحا لهم" حسب المستشار السابق بوزارة الشؤون الدينية عدة فلاحي في اتصال مع " أصوات مغاربية".

​​واعتبر المتحدث تلك المنشورات "تهديدا خطيرا بالبيانات والصور"، مشيرا إلى أنه راسل بهذا الخصوص، المدير العام للأمن الوطني، اللواء عبد الغني هامل.

ويرى فلاحي وجوب "تحديد المسؤوليات وتطبيق القانون بكل صرامة"، تفاديا لما يمكن أن ينجر عن "حملة تمييزية ضد أقلية مسالمة".

​​ويذكر أن بعض المنشورات تضمّنت صورا للمستشار السابق عدة فلاحي وهو ما اعتبره المعني، تهديدا مباشرا لشخصه.

"التهديد واضح من خلال إقحام صورتي الشخصية ولابد للمصالح المكلفة بالجرائم الإلكترونية القيام بواجبها وتطبيق القانون بكل صرامة".

​​وفي معرض حديثه، أكد فلاحي أنه وجه رسالة للمدير العام للأمن الوطني، عبد الغني هامل، يشتكي فيها من المنشورات التي قد تعرض حياته (باعتباره مدافعا عن حقوق الأقليات الدينية بالجزائر) وحياة بعض الشيعة للخطر.

​​ويرى مدير الدراسات الاجتماعية السابق بجامعة وهران، نجاح مبارك أن الجزائري تعود منذ صغره على عبارات الإقصاء، وذلك من خلال ترديد مصطلحات من قبيل "الجزائر مسلمة سنية، وهي عبارات تقصي الشيعة والمسيحيين واليهود" ثم يضيف "قولنا نحن ننتمي للأمة العربية، يقصي الأمازيغ كذلك" وبالتالي، حسب المتحدث ذاته، فكل "من يأتي بقناعات غير التي تعودنا عليها يصبح عدوا لنا بطريقة آلية".

​​يذكر أنه و في إطار حملة التهديد التي تتعرض بالإهانة للشيعة بالجزائر، نشر بعض من يلوحون بانتمائهم لسلك الجيش الشعبي الوطني الجزائري، صورا تؤكد انتصارهم للمذهب السلفي و رموزه على غرار ربيع بن هادي المدخلي، أحد شيوخ السلفية بالمملكة العربية السعودية.

​​كما عبر ناشرو صور التهديد تلك، عن إعجابهم بأحد رموز السلفية بالجزائر وهو، علي فركوس، المحسوب على التيار المسمى"السلفية المدخلية".

​​ويؤكد المدونون ضمن ذات الحملة، على أنهم ينتمون لما اسموه"قناة التوحيد والسنّة الجزائرية"، وهي صفحة على فيسبوك تعج بفتاوى شيوخ السلفية مرفوقة بصور لرتب عسكرية جزائرية.

 

المصدر: أصوات مغاربية

 

مواضيع ذات صلة